نموذج المعلومات
تتبنّى مصر نظام الاقتصاد الحرّ، مع وجود دور كبير للدولة، حيث لا تزال تعمل في بعض القطاعات الاقتصاديّة، وتتدخّل في الإنتاج. تطبّق مصر برنامجًا للإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي منذ عام 2015، وذلك لمعالجة الاختلالات في السياسات الماليّة والنقديّة. وقد تأثّر النشاط الاقتصادي بتداعيات الحرب في أوكرانيا، فضلًا عن التباطؤ الاقتصادي العالمي، وهو ما انعكس على ارتفاع معدّل التضخّم، وزيادة حدّة الفقر، وانخفاض قيمة الجنيه، حيث فقد نحو 69% من قيمته أمام الدولار منذ بداية عام 2022.
أطلقت اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان أول إستراتيجية وطنية لحقوق الإنسان في مصر خلال سبتمبر 2021، وذلك تحت رعاية رئيس الجمهوريّة عبد الفتاح السيسي. تستهدف الاستراتيجيّة تلبية الاستحقاقات الدستوريّة، وأيضًا التزامات مصر الإقليميّة والدوليّة بشأن حقوق الإنسان. تتبنّى هذه الاستراتيجيّة أربعة محاور كالآتي: الحقوق المدنيّة والسياسيّة؛ والحقوق الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة؛ وحقوق المرأة، والطفل، وذوي الهمَم، وكبار السنّ والشباب؛ وأخيرًا التثقيف، وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان.
– كما انطلقت جلسات الحوار الوطنيّ، التي دعا لها رئيس الجمهوريّة في 3 مايو 2023، بمشاركة واسعة من مختلف القوى السياسيّة والنقابيّة، والمجتمع الأهليّ، والشخصيّات العامة والخبراء، حول أولويّات العمل الوطنيّ تحت شعار: «مساحات مشتركة، من أجل الوصول لمخرجات جدّيّة تخدمُ الوطن والمواطن».إلَّا أنَّ التقارير الدولية لا تزال تنتقد حالة حقوق الإنسان في مصر، حيث تشير إلى استهداف السلطات للمدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين المعارضين وغيرهم من النشطاء، عن طريق استدعائهم بصورة غير قانونية، واستجوابهم بالإكراه، وإخضاعهم لتدابير المراقبة خارج نطاق القضاء، ومنعهم من السفر. أيضًا تشير التقارير إلى فرض السلطات قيودًا واسعة على حرية التعبير والصحافة ووسائل الإعلام بشكلٍ عام، وفي ضمنها اعتقال الصحفيين أو مقاضاتهم، والرقابة، وحَجْب المواقع، وإساءة استخدام قوانين التشهير الجنائية؛ .
وفَرْض قيود على حرية الإنترنت؛ والتدخل الشديد في حرية التجمع السلمي، وحرية تكوين الجمعيات، ويَدخل في ذلك القوانين التقييدية المفرطة بشأن التنظيم أو التمويل أو التشغيل لِلمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني؛ والقيود المفروضة على حرية التنقل، ومنها حظر السفر المفروض على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والنشطاء.
وهو ما كان مثار نقد من مؤسسات دولية مهتمة برصد أوضاع الحريات الدينية ومراقبتها في العالم، وبالمثل من مؤسسات مصرية تعمل على تعزيز هذا الحق.
أطلقت اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان أول إستراتيجية وطنية لحقوق الإنسان في مصر خلال أيلول/سبتمبر 2021، وذلك تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي. تستهدف الإستراتيجية تلبية الاستحقاقات الدستورية، وأيضًا التزامات مصر الإقليمية والدولية بشأن حقوق الإنسان. تتبنى الإستراتيجية أربعة محاور كالآتي: الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحقوق المرأة والطفل وذوي الهمم وكبار السن والشباب، وأخيرًا التثقيف وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان.
إلَّا أنَّ التقارير الدولية لا تزال تنتقد حالة حقوق الإنسان في مصر، حيث تشير إلى استهداف السلطات للمدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين المعارضين وغيرهم من النشطاء، عن طريق استدعائهم بصورة غير قانونية، واستجوابهم بالإكراه، وإخضاعهم لتدابير المراقبة خارج نطاق القضاء، ومنعهم من السفر. أيضًا تشير التقارير إلى فرض السلطات قيودًا واسعة على حرية التعبير والصحافة ووسائل الإعلام بشكلٍ عام، وفي ضمنها اعتقال الصحفيين أو مقاضاتهم، والرقابة، وحَجْب المواقع، وإساءة استخدام قوانين التشهير الجنائية؛
وفَرْض قيود على حرية الإنترنت؛ والتدخل الشديد في حرية التجمع السلمي، وحرية تكوين الجمعيات، ويَدخل في ذلك القوانين التقييدية المفرطة بشأن التنظيم أو التمويل أو التشغيل لِلمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني؛ والقيود المفروضة على حرية التنقل، ومنها حظر السفر المفروض على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والنشطاء.
في نفس السياق، تؤكد السلطات المصرية احترام حرية الدين أو المعتقد لجميع المصريين. ولكنْ واقعيًّا، تتعدد أشكال الانتهاكات لهذا الحق، خصوصًا ضد المجموعات الدينية الأقل عددًا، مستندة إلى التمييز المقونَّن لمصلحة دين الأغلبية. وهو ما كان مثار نقد من مؤسسات دولية مهتمة برصد أوضاع الحريات الدينية ومراقبتها في العالم، وبالمثل من مؤسسات مصرية تعمل على تعزيز هذا الحق.
التركيبة السكّانيّة
التعداد السكاني: يبلغ عدد السكّان 106 مليون نسمة، ويتركّز أغلب سكّان مصر في وادي النيل، تحديدًا في القاهرة الكبرى التي يوجد فيها تقريبًا ربع السكّان.
المجموعات الدينيّة: لا توجد إحصاءات رسميّة صادرة عن توزيع السكّان وفقًا لمعتقداتهم الدينيّة؛ إذ إنّ الإجابة عن سؤال خانة الديانة في التعداد السكّاني كانت اختياريّة.
يُقدَّر أنّ الشيعة يشكّلون حوالي 1٪ من السكّان في مصر، والبهائيّين بين 1000 و2000 شخص. وهناك أعداد صغيرة جدًّا من مسلمي الداووديّة البهرة والأحمديّين، إضافةً إلى أجانب ينتمون إلى مجموعات دينيّة أخرى مختلفة. ووفقًا لمنظّمة غير حكوميّة يهوديّة محلّيّة، هناك أيضًا عدد لا يُذكر لليهود في البلاد، ولا توجد تقديرات موثوقٌ بها لعدد اللادينيّين أو الملحدين.
على المستوى الدوليّ، توجد بعض التقديرات، وبحسب تقرير اللجنة الأميركيّة للحرّيّات الدينيّة الدوليّة، فإنّ حوالي 90٪ من السكّان هم من المسلمين السُنّة، و10٪ من المسيحيّين؛ وينتمي ما يقارب 90% من المسيحيّين إلى الكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة. تُشكِّل الطوائف المسيحيّة الأخرى مجتمعةً أقلَّ من 2% من السكّان؛ وتَشمل هذه الكنائس: الأنجليكانيّة/الأسقفيّة، والكاثوليكيّة، والبروتستانتيّة. وهناك ما يقدّر بين 1000 و1500 من شهود يَهْوه، وأقلّ من 100 عضو في كنيسة يسوع المسيح لقدّيسي الأيّام الأخيرة (كنيسة يسوع المسيح أو المورمون)، والغالبيّة العظمى منهم من المغتربين؛ كما ويقيم المسيحيّون في جميع أنحاء البلاد.
المجموعات الأخرى: ينحدر أغلبيّة المصريّين من جذور إثنيّة مصريّة قديمة (كمتِيَّة)، اختلط قسم منها مع قدوم القبائل العربيّة، عقب دخول الإسلام مصر. وهناك جماعات إثنيّة يعود وجودها إلى آلاف السنين، بقيت على تقاليدها، وحافظت على لغتها وأنماطها الثقافيّة، ومِن أبرزها النوبيُّون الذين يعيشون في جنوب مصر، والأمازيغ في محافظة الوادي الجديد، والبدو الذين يقيمون بشكل كثيف في المحافظات الحدوديّة.
الدستور
تضمَّن الدستور ثلاث مواد بشأن حرية العقيدة، والمساواة وعدم التمييز على أساس الدين والمعتقد، والتمييز الإيجابي للمسيحيين .
المادة السابعة
وتناولت المادة السابعة صلاحيّات الأزهر الشريف باعتباره هيئة إسلاميّة علميّة مستقلّة، يختصّ – دون غيره – بالقيام بكافة شؤونه، وهو المرجع الأساسيّ في العلوم الدينيّة والشؤون الإسلاميّة؛ ويتولّى مسؤوليّة الدعوة، ونشر علوم الدين، واللغة العربيّة في مصر والعالم. وتلتزم الدولة توفير الاعتمادات الماليّة الكافية لتحقيق أغراضه، وشيخ الأزهر مستقلّ غير قابل للعزل؛ في حين، تتولّى دارُ الإفتاء – التي يترأّسها مفتي الجمهوريّة، وتتّبع رئيس الوزراء إداريًّا – استطلاعَ شهور السنة القمريّة، وتحديد موعد بدء شهر رمضان، وتقديم الفتاوى، والمشورة الدينيّة الإسلاميّة، ويؤخذ رأيها الشرعيّ قبل صدور أحكام الإعدام.
كما تضمَّن الدستور ثلاث موادّ بشأن حرّيّة العقيدة، والمساواة، وعدم التمييز على أساس الدين والمعتقد، والتمييز الإيجابيّ للمسيحيّين.
المادة الثانية
تنصّ على أنّ دين الدولة الرسميّ هو الإسلام، والشريعة الإسلاميّة هي المصدر الرئيسيّ للتشريع. لكنّ الدستور حدَّد، في المادّة الثالثة، أنّ مبادئ شرائع المصريّين من المسيحيّين واليهود، هي المصدر الرئيسيّ للتشريعات المنظِّمة لأحوالهم الشخصيّة، وشؤونهم الدينيّة، واختيار قياداتهم الروحيّة.
المادة 244
«تعمل الدولة على تمثيل الشباب والمسيحيين والأشخاص ذوي الإعاقة والمصريين المقيمين في الخارج تمثيلًا ملائمًا في مجلس النواب، وذلك على النحو الذى يحدده القانون».
المادة 64
«حرية الاعتقاد مطلقة. وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون». ومِن ثَمَّ، حصَر الدستورُ الدياناتِ المعترَف بها في الإسلام والمسيحية واليهودية.
المادة 53
«المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي أو الانتماء السياسي أو الجغرافي أو لأيِّ سبب آخر».
الدستور
تضمَّن الدستور ثلاث مواد بشأن حرية العقيدة، والمساواة وعدم التمييز على أساس الدين والمعتقد، والتمييز الإيجابي للمسيحيين .
المادة الثانية
تنصّ على أنّ دين الدولة الرسميّ هو الإسلام، والشريعة الإسلاميّة هي المصدر الرئيسيّ للتشريع. لكنّ الدستور حدَّد، في المادّة الثالثة، أنّ مبادئ شرائع المصريّين من المسيحيّين واليهود، هي المصدر الرئيسيّ للتشريعات المنظِّمة لأحوالهم الشخصيّة، وشؤونهم الدينيّة، واختيار قياداتهم الروحيّة.
المادة السابعة
وتناولت المادة السابعة صلاحيّات الأزهر الشريف باعتباره هيئة إسلاميّة علميّة مستقلّة، يختصّ – دون غيره – بالقيام بكافة شؤونه، وهو المرجع الأساسيّ في العلوم الدينيّة والشؤون الإسلاميّة؛ ويتولّى مسؤوليّة الدعوة، ونشر علوم الدين، واللغة العربيّة في مصر والعالم. وتلتزم الدولة توفير الاعتمادات الماليّة الكافية لتحقيق أغراضه، وشيخ الأزهر مستقلّ غير قابل للعزل؛ في حين، تتولّى دارُ الإفتاء – التي يترأّسها مفتي الجمهوريّة، وتتّبع رئيس الوزراء إداريًّا – استطلاعَ شهور السنة القمريّة، وتحديد موعد بدء شهر رمضان، وتقديم الفتاوى، والمشورة الدينيّة الإسلاميّة، ويؤخذ رأيها الشرعيّ قبل صدور أحكام الإعدام.
كما تضمَّن الدستور ثلاث موادّ بشأن حرّيّة العقيدة، والمساواة، وعدم التمييز على أساس الدين والمعتقد، والتمييز الإيجابيّ للمسيحيّين.
المادة 53
«المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي أو الانتماء السياسي أو الجغرافي أو لأيِّ سبب آخر».
المادة 64
«حرية الاعتقاد مطلقة. وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون». ومِن ثَمَّ، حصَر الدستورُ الدياناتِ المعترَف بها في الإسلام والمسيحية واليهودية.
المادة 244
«تعمل الدولة على تمثيل الشباب والمسيحيين والأشخاص ذوي الإعاقة والمصريين المقيمين في الخارج تمثيلًا ملائمًا في مجلس النواب، وذلك على النحو الذى يحدده القانون».
في المقابل، يوجد قانون بناء الكنائس رقم 80 لعام 2016، لينظّم عمليّتين؛ الأولى منهما: قَونَنة الكنائس الموجودة بالفعل، والتي لم تُصدَر لها قرارات رسميّة بالبناء؛ والثانية: بناء الكنائس الجديدة، وترميم القديمة منها. وقد حدّد القانون عددًا من الشروط، بعضها له علاقة بقانون البناء في المنطقة، وبعضها الآخر بنشاط الكنيسة نفسها، والتي تتطلّب موافَقة الجهات الأمنيّة ومُحافِظ الإقليم. ووُصف القانون بأنّه تمييزيّ، ويُعقِّد عمليّة بناء الكنائس.
تتعدّد القوانين التي تنظّم ممارسات حرّيّة الدين والمعتقد في مصر، ويأتي في مقدّمتها عمليّة تنظيم بناء دور العبادة، حيث إنّ وزارة الأوقاف حدّدت الشروط الواجب توافُرها عند عمليّة بناء المساجد، والتي تشرف عليها بشكل كامل أو جزئي بنفسها، وهى شروط خاصة بشروط البناء في المنطقة، والموارد الماليّة للتشغيل؛ إذ إنّ وزارة الأوقاف هي التي تُعيِّن الأئمّة والدعاة، وتخصّص لهم الموارد الماليّة من الميزانيّة العامة للدولة.
الموقف من المواثيق الدولية لحقوق الإنسان
تُعامِل مصر الاتّفاقات والمواثيق الدوليّة لحقوق الإنسان معاملةَ القوانين المحلّيّة، حيث جاء في المادة 93 من الدستور: «تلتزم الدولة بالاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تُصدِّق عليها مصر، وتصبح لها قوة القانون بعد نشرها وفقًا للأوضاع المقررة».
صدَّقَت الحكومة المصريّة العهد الدوليّ الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسيّة في عام 1982، لكنّها أرفقت بالتصديق إعلانًا يقضي بالتزامها نصوص العهد «مع الأخذ في الاعتبار أحكام الشريعة الإسلامية». وعادةً ما تَستخدم الحكومة هذا الإعلان أثناء النظر في دعاوى قضائيّة أمام المحاكم الإداريّة، باعتبار أنّ السياسات التمييزيّة التي تتّخذها ضدّ البهائيّين، أو أولئك الذين يتحوّلون من الإسلام إلى المسيحيّة، تستند إلى الحكم الراجح للشريعة الإسلاميّة، باعتبار هؤلاء الأشخاص من المرتدّين. وتَعتبر المحاكم المصريّة أنّ الشريعة الإسلاميّة تمثّل ركنًا أساسيًّا للنظام العام، وأنّ الاعتراف بـ «الردة»، أو تسجيل أيّ ديانة بخلاف «الديانات السماويّة الثلاث المعترف بها» في السجلّات الرسميّة، يُعَدُّ إنتهاكًا لمبادئ النظام العام.
وفي 24 مارس 2024، قدّمت مصر تقريرها الدَوريّ الخامس إلى اللجنة المعنيّة بحقوق الإنسان، حول التزام مصر بتعهّداتها الدوليّة وفق العهد الدوليّ للحقوق المدنيّة والسياسيّة الذي صدّقت عليه في عام ١٩٨٢. واستعرضت مصر التقدّم الذي حقّقته في تنفيذ بنود العهد الدوليّ، وفيما يتعلّق بالمادّة ١٨ من العهد – التي تنصّ على أنّ لكلّ إنسان الحقّ في حرّيّة الدين، والمعتقد، والضمير – دفعت مصر بحرص الدساتير المتعاقبة على مبدأ حرّيّة الاعتقاد، وحرّيّة ممارسة الشعائر الدينيّة، وإقامة دور العبادة.
تاريخ حرية الدين والمعتقد في البلد
نظرة عامة إلى الانتهاكات
المتعلّقة بحرية الدين والمعتقد
اتَّخَذت الانتهاكات المتعلقة بحرية الدين والمعتقد أشكالًا مختلفة في مصر، بداية من عدم الاعتراف الرسمي أو التمييز القانوني الممنهج، ومرورًا بالملاحقات الأمنية والقضائية، وانتهاءً بالتوتر والعنف الديني. وإجمالًا، يمكن الإشارة إلى ملامح هذه الانتهاكات كالآتي:
انتهاكات صادرة من سلطة الدولة
صُبغت موادّ الدستور والنظام القانوني،ّ بشكل عام، بملامح تمييزيّة واضحة قائمة على أنّ حقوق الأقلّيّات الدينيّة وحرّيّاتها مرهونة بما يَعترف ويَسمح به دين الأغلبيّة (الإسلام)؛ الأمر الذي يهدّد بشكل مباشر الحقّ في المساواة، وعدم التمييز. لم يعترف الدستور إلّا بالديانات التي أسماها الديانات السماويّة (الإسلام، والمسيحيّة، واليهوديّة)، وهو ما يترتّب عليه حرمان أتباع العقائد الأخرى غير المعترف بها (مثل: البهائيّين والأحمديّين)، حقوقَهُم الدينيّة والمدنيّة. لا يملك أتباع هذه العقائد أيّة دور عبادة، ولا يستطيعون تسجيل معتقداتهم الحقيقيّة في الأوراق الرسميّة، وغير معترَف بعقود الزواج والطلاق فيما بينهم، وتجري ملاحقتهم قضائيًّا بسبب معتقداتهم الدينيّة. يُلزِم الدستورُ، في المادة السابعة، الأغلبيةَ المسلمة نفسها، اتِّباعَ مذهب واحد، وتفسير حصريّ للإسلام مِن قِبل مؤسّسة الأزهر، في حين تُجعَل المادّة الثالثة – الخاصة بالأحوال الشخصيّة للمسيحيّين واليهود – حصريًّا في يد المؤسّسات الدينيّة، وهو ما يمنحها مزيدًا من السلطة على أتباعها دينيًّا.
تَسمح قوانين الدولة بالتحوّل من أيّ ديانة ومعتقد إلى الإسلام، حيث يحصل مَن يرغب في ذلك على شهادة إشهاد الإسلام من الأزهر، فيقدّمها إلى وزارة الداخليّة لتغيير خانة الديانة في الأوراق الرسميّة؛ في حين لا تسمح مؤسّسات الدولة بالتحوّل من الإسلام إلى أيّ ديانة أخرى. لذلك، لا يستطيع المصريّون الذين يولدون على الإسلام، ويتحوّلون فيما بعد إلى المسيحيّة، تسجيل ديانتهم الحقيقيّة في الأوراق الرسميّة.
يتضمّن قانون العقوبات المصريّ تجريم ما يُعرف ب «ازدراء الأديان»، وهي موادّ جاءت صياغتها فضفاضة وغير محدّدة، وتُستخدم على نطاق واسع لملاحقة نشطاء في المجموعات الدينيّة التي هي أقلُّ عددًا، مثل: المسيحيّون، والمسلمون الشيعة، والملحدون، إضافةً إلى قطاع من المسلمين السُنّة الذين يحملون آراءً مختلفة عن تلك التي تدعمها الأنظمة السياسيّة الحاكمة، أو المؤسّسات الدينيّة الرسميّة.
وبالرغم من عدم تجريم الردّة، والتخلّى عن الإسلام، والتبشّر بشكل واضح ومحدّد في منظومة القوانين المصريّة إلّا أنّ الجهات القضائيّة تستخدم موادّ ازدراء الأديان لإدانة من يعلنون التخلّى عن الإسلام، ومن يقومون بنشاط تبشيري.
إنتقدت تقارير عدّة دوليّة ومحلّيّة النظام التعليميّ في مصر، باعتباره مصمّم بطريقة تعزّز وجهة نظر الأغلبيّة السُنّيّة للإسلام، وتشجّع التمييز ضدّ الأقلّيّات الدينيّة. وهو ما دعا الحكومة للإعلان عن مراجعة المناهج الدراسيّة، وإجراء بعض التحسينات، وحذف الدروس التي تدعو للعنف ضدّ الآخر الديني، لكن لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعيّن القيام به في ظلّ استمرار المحتوى التمييزي، وفصل التلاميذ في حصّة الدين، وإجبار المسيحيّين على مغادرة الفصل، والحصول على دروس الدين في فناء المدرسة.
انتهاكات صادرة من المؤسسات الدينية
تملك المؤسّسات الدينيّة الإسلاميّة الرسميّة عددًا من السلطات والصلاحيّات، إضافةً إلى مهامها الدعويّة، والتعليميّة، والخدماتيّة، وذلك في بيان الرأي الشرعيّ أمام البرلمان والمحاكم ( راجع) والرقابة على الكتب. واتّسم موقف المؤسّسات الدينيّة الإسلاميّة بالتشدّد تجاه المجموعات الدينيّة الأقلُّ عددًا، سواءً في صورة تصريحات صادرة عن قيادات هذه المؤسّسات، أو في صورة فتاوى صادرة عنها، كما هو الموقف من حقوق البهائيّين، والشيعة، والقرآنيّين، أو في شكل الردود على استفسارات الجهات الرسميّة: كالمحاكم، ووزارة الثقافة بخصوص الموقف من هذه المجموعات في بعض القضايا، حيث تضمّنت بعض هذه الردود وسمًا بالكفر، والعلاقة بالخارج، والعمل على تهديد السِلم الاجتماعي.
ويتمتّع مجمَع البحوث الإسلاميّة بالأزهر بالسلطة القانونيّة لرقابة، ومصادرة أيّ منشورات تتناول القرآن الكريم والسُنّة النبويّة، ومصادرة المطبوعات، والأشرطة، والخطَب، والموادّ الفنّيّة التي تُعتبَر متعارضة مع تفسيرها للشريعة الإسلاميّة.
الانتهاكات المجتمعية
انتهاكات صادرة من مجموعات مسلحة
وقد تراجعت هذه الحوادث خلال السنوات الأخيرة.
نظرة عامة إلى أفضل
الممارسات والمبادرات
١
٢
٣
٤
٥
٦
٧
الخاتمة
شهد ملفّ الحرّيّات الدينيّة في مصر تحسّنًا ملموسًا، خصوصًا، فيما يتعلّق بإنشاء بعض الآليّات المؤسّسيّة للتعامل مع التوتّرات الطائفيّة، وباهتمام الدولة بترميم الآثار الإسلاميّة، والمسيحيّة، واليهوديّة؛ وبإعلان احترام حرّيّة المعتقد، وغيرها من الأنشطة الرامية لتعزيز ثقافة التعايش، وقبول الآخر.
مع ذلك، هذه الأنشطة لا تعالج الأسباب الهيكليّة للتمييز الديني في مصر، ولا تتعامل مع أوجه القصور الدستوري والقانوني الضامن للحرّيّات الدينيّة وحرّيّة المعتقد، وهو ما يجعل الأمر وكأنّه إجراءات لتحسين العلاقات بين المسلمين والمسيحيّين، وليس ضمانات حقيقيّة لتعزيز حرّيّة المعتقد وفقًا للمفاهيم المنصوص عليها في المواثيق الدوليّة لحقوق الإنسان.