fbpx Skip to main content

نموذج المعلومات
نظرة عامّة إلى حرية الدين والمعتقد في مصر :

يعرِّف الدستورُ مصر على اعتبار أنّها دولةٌ نظامها جمهوري ديمقراطي، يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون. رئيس الدولة هو رئيس الجمهوريّة، ورئيس السلطة التنفيذيّة. ويقوم النظام السياسي على أساس التعدّديّة السياسيّة والحزبيّة، ومبدأ التداول السلمي للسلطة.

تتبنّى مصر نظام الاقتصاد الحرّ، مع وجود دور كبير للدولة، حيث لا تزال تعمل في بعض القطاعات الاقتصاديّة، وتتدخّل في الإنتاج. تطبّق مصر برنامجًا للإصلاح الاقتصادي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي منذ عام 2015، وذلك لمعالجة الاختلالات في السياسات الماليّة والنقديّة. وقد تأثّر النشاط الاقتصادي بتداعيات الحرب في أوكرانيا، فضلًا عن التباطؤ الاقتصادي العالمي، وهو ما انعكس على ارتفاع معدّل التضخّم، وزيادة حدّة الفقر، وانخفاض قيمة الجنيه، حيث فقد نحو 69% من قيمته أمام الدولار منذ بداية عام 2022.

أطلقت اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان أول إستراتيجية وطنية لحقوق الإنسان في مصر خلال سبتمبر 2021، وذلك تحت رعاية رئيس الجمهوريّة عبد الفتاح السيسي. تستهدف الاستراتيجيّة تلبية الاستحقاقات الدستوريّة، وأيضًا التزامات مصر الإقليميّة والدوليّة بشأن حقوق الإنسان. تتبنّى هذه الاستراتيجيّة أربعة محاور كالآتي: الحقوق المدنيّة والسياسيّة؛ والحقوق الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة؛ وحقوق المرأة، والطفل، وذوي الهمَم، وكبار السنّ والشباب؛ وأخيرًا التثقيف، وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان.

– كما انطلقت جلسات الحوار الوطنيّ، التي دعا لها رئيس الجمهوريّة في 3 مايو 2023، بمشاركة واسعة من مختلف القوى السياسيّة والنقابيّة، والمجتمع الأهليّ، والشخصيّات العامة والخبراء، حول أولويّات العمل الوطنيّ تحت شعار: «مساحات مشتركة، من أجل الوصول لمخرجات جدّيّة تخدمُ الوطن والمواطن».إلَّا أنَّ التقارير الدولية لا تزال تنتقد حالة حقوق الإنسان في مصر، حيث تشير إلى استهداف السلطات للمدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين المعارضين وغيرهم من النشطاء، عن طريق استدعائهم بصورة غير قانونية، واستجوابهم بالإكراه، وإخضاعهم لتدابير المراقبة خارج نطاق القضاء، ومنعهم من السفر. أيضًا تشير التقارير إلى فرض السلطات قيودًا واسعة على حرية التعبير والصحافة ووسائل الإعلام بشكلٍ عام، وفي ضمنها اعتقال الصحفيين أو مقاضاتهم، والرقابة، وحَجْب المواقع، وإساءة استخدام قوانين التشهير الجنائية؛ .

وفَرْض قيود على حرية الإنترنت؛ والتدخل الشديد في حرية التجمع السلمي، وحرية تكوين الجمعيات، ويَدخل في ذلك القوانين التقييدية المفرطة بشأن التنظيم أو التمويل أو التشغيل لِلمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني؛ والقيود المفروضة على حرية التنقل، ومنها حظر السفر المفروض على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والنشطاء.

في نفس السياق، تؤكد السلطات المصرية احترام حرية الدين أو المعتقد لجميع المصريين. ولكنْ واقعيًّا، تتعدد أشكال الانتهاكات لهذا الحق، خصوصًا ضد المجموعات الدينية الأقل عددًا، مستندة إلى التمييز المقونَّن لمصلحة دين الأغلبية.
وهو ما كان مثار نقد من مؤسسات دولية مهتمة برصد أوضاع الحريات الدينية ومراقبتها في العالم، وبالمثل من مؤسسات مصرية تعمل على تعزيز هذا الحق.

أطلقت اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان أول إستراتيجية وطنية لحقوق الإنسان في مصر خلال أيلول/سبتمبر 2021، وذلك تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي. تستهدف الإستراتيجية تلبية الاستحقاقات الدستورية، وأيضًا التزامات مصر الإقليمية والدولية بشأن حقوق الإنسان. تتبنى الإستراتيجية أربعة محاور كالآتي: الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحقوق المرأة والطفل وذوي الهمم وكبار السن والشباب، وأخيرًا التثقيف وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان.

إلَّا أنَّ التقارير الدولية لا تزال تنتقد حالة حقوق الإنسان في مصر، حيث تشير إلى استهداف السلطات للمدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين المعارضين وغيرهم من النشطاء، عن طريق استدعائهم بصورة غير قانونية، واستجوابهم بالإكراه، وإخضاعهم لتدابير المراقبة خارج نطاق القضاء، ومنعهم من السفر. أيضًا تشير التقارير إلى فرض السلطات قيودًا واسعة على حرية التعبير والصحافة ووسائل الإعلام بشكلٍ عام، وفي ضمنها اعتقال الصحفيين أو مقاضاتهم، والرقابة، وحَجْب المواقع، وإساءة استخدام قوانين التشهير الجنائية؛

وفَرْض قيود على حرية الإنترنت؛ والتدخل الشديد في حرية التجمع السلمي، وحرية تكوين الجمعيات، ويَدخل في ذلك القوانين التقييدية المفرطة بشأن التنظيم أو التمويل أو التشغيل لِلمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني؛ والقيود المفروضة على حرية التنقل، ومنها حظر السفر المفروض على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والنشطاء.

في نفس السياق، تؤكد السلطات المصرية احترام حرية الدين أو المعتقد لجميع المصريين. ولكنْ واقعيًّا، تتعدد أشكال الانتهاكات لهذا الحق، خصوصًا ضد المجموعات الدينية الأقل عددًا، مستندة إلى التمييز المقونَّن لمصلحة دين الأغلبية. وهو ما كان مثار نقد من مؤسسات دولية مهتمة برصد أوضاع الحريات الدينية ومراقبتها في العالم، وبالمثل من مؤسسات مصرية تعمل على تعزيز هذا الحق.

التركيبة السكّانيّة

تضمَّن الدستور ثلاث مواد بشأن حرية العقيدة، والمساواة وعدم التمييز على أساس الدين والمعتقد، والتمييز الإيجابي للمسيحيين .

المادة السابعة

وتناولت المادة السابعة صلاحيّات الأزهر الشريف باعتباره هيئة إسلاميّة علميّة مستقلّة، يختصّ – دون غيره – بالقيام بكافة شؤونه، وهو المرجع الأساسيّ في العلوم الدينيّة والشؤون الإسلاميّة؛ ويتولّى مسؤوليّة الدعوة، ونشر علوم الدين، واللغة العربيّة في مصر والعالم. وتلتزم الدولة توفير الاعتمادات الماليّة الكافية لتحقيق أغراضه، وشيخ الأزهر مستقلّ غير قابل للعزل؛ في حين، تتولّى دارُ الإفتاء – التي يترأّسها مفتي الجمهوريّة، وتتّبع رئيس الوزراء إداريًّا – استطلاعَ شهور السنة القمريّة، وتحديد موعد بدء شهر رمضان، وتقديم الفتاوى، والمشورة الدينيّة الإسلاميّة، ويؤخذ رأيها الشرعيّ قبل صدور أحكام الإعدام.
كما تضمَّن الدستور ثلاث موادّ بشأن حرّيّة العقيدة، والمساواة، وعدم التمييز على أساس الدين والمعتقد، والتمييز الإيجابيّ للمسيحيّين.

المادة الثانية

 تنصّ على أنّ دين الدولة الرسميّ هو الإسلام، والشريعة الإسلاميّة هي المصدر الرئيسيّ للتشريع. لكنّ الدستور حدَّد، في المادّة الثالثة، أنّ مبادئ شرائع المصريّين من المسيحيّين واليهود، هي المصدر الرئيسيّ للتشريعات المنظِّمة لأحوالهم الشخصيّة، وشؤونهم الدينيّة، واختيار قياداتهم الروحيّة.

المادة 244

 

 «تعمل الدولة على تمثيل الشباب والمسيحيين والأشخاص ذوي الإعاقة والمصريين المقيمين في الخارج تمثيلًا ملائمًا في مجلس النواب، وذلك على النحو الذى يحدده القانون».

المادة 64

 

 «حرية الاعتقاد مطلقة. وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون». ومِن ثَمَّ، حصَر الدستورُ الدياناتِ المعترَف بها في الإسلام والمسيحية واليهودية.

المادة 53

 «المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي أو الانتماء السياسي أو الجغرافي أو لأيِّ سبب آخر».

تضمَّن الدستور ثلاث مواد بشأن حرية العقيدة، والمساواة وعدم التمييز على أساس الدين والمعتقد، والتمييز الإيجابي للمسيحيين .

المادة الثانية

 تنصّ على أنّ دين الدولة الرسميّ هو الإسلام، والشريعة الإسلاميّة هي المصدر الرئيسيّ للتشريع. لكنّ الدستور حدَّد، في المادّة الثالثة، أنّ مبادئ شرائع المصريّين من المسيحيّين واليهود، هي المصدر الرئيسيّ للتشريعات المنظِّمة لأحوالهم الشخصيّة، وشؤونهم الدينيّة، واختيار قياداتهم الروحيّة.

المادة السابعة

وتناولت المادة السابعة صلاحيّات الأزهر الشريف باعتباره هيئة إسلاميّة علميّة مستقلّة، يختصّ – دون غيره – بالقيام بكافة شؤونه، وهو المرجع الأساسيّ في العلوم الدينيّة والشؤون الإسلاميّة؛ ويتولّى مسؤوليّة الدعوة، ونشر علوم الدين، واللغة العربيّة في مصر والعالم. وتلتزم الدولة توفير الاعتمادات الماليّة الكافية لتحقيق أغراضه، وشيخ الأزهر مستقلّ غير قابل للعزل؛ في حين، تتولّى دارُ الإفتاء – التي يترأّسها مفتي الجمهوريّة، وتتّبع رئيس الوزراء إداريًّا – استطلاعَ شهور السنة القمريّة، وتحديد موعد بدء شهر رمضان، وتقديم الفتاوى، والمشورة الدينيّة الإسلاميّة، ويؤخذ رأيها الشرعيّ قبل صدور أحكام الإعدام.
كما تضمَّن الدستور ثلاث موادّ بشأن حرّيّة العقيدة، والمساواة، وعدم التمييز على أساس الدين والمعتقد، والتمييز الإيجابيّ للمسيحيّين.

المادة 53

 «المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي أو الانتماء السياسي أو الجغرافي أو لأيِّ سبب آخر».

المادة 64

 

 «حرية الاعتقاد مطلقة. وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون». ومِن ثَمَّ، حصَر الدستورُ الدياناتِ المعترَف بها في الإسلام والمسيحية واليهودية.

المادة 244

 

 «تعمل الدولة على تمثيل الشباب والمسيحيين والأشخاص ذوي الإعاقة والمصريين المقيمين في الخارج تمثيلًا ملائمًا في مجلس النواب، وذلك على النحو الذى يحدده القانون».

في المقابل، يوجد قانون بناء الكنائس رقم 80 لعام 2016، لينظّم عمليّتين؛ الأولى منهما: قَونَنة الكنائس الموجودة بالفعل، والتي لم تُصدَر لها قرارات رسميّة بالبناء؛ والثانية: بناء الكنائس الجديدة، وترميم القديمة منها. وقد حدّد القانون عددًا من الشروط، بعضها له علاقة بقانون البناء في المنطقة، وبعضها الآخر بنشاط الكنيسة نفسها، والتي تتطلّب موافَقة الجهات الأمنيّة ومُحافِظ الإقليم. ووُصف القانون بأنّه تمييزيّ، ويُعقِّد عمليّة بناء الكنائس.

تتعدّد القوانين التي تنظّم ممارسات حرّيّة الدين والمعتقد في مصر، ويأتي في مقدّمتها عمليّة تنظيم بناء دور العبادة، حيث إنّ وزارة الأوقاف حدّدت الشروط الواجب توافُرها عند عمليّة بناء المساجد، والتي تشرف عليها بشكل كامل أو جزئي بنفسها، وهى شروط خاصة بشروط البناء في المنطقة، والموارد الماليّة للتشغيل؛ إذ إنّ وزارة الأوقاف هي التي تُعيِّن الأئمّة والدعاة، وتخصّص لهم الموارد الماليّة من الميزانيّة العامة للدولة.

تُعامِل مصر الاتّفاقات والمواثيق الدوليّة لحقوق الإنسان معاملةَ القوانين المحلّيّة، حيث جاء في المادة 93 من الدستور: «تلتزم الدولة بالاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تُصدِّق عليها مصر، وتصبح لها قوة القانون بعد نشرها وفقًا للأوضاع المقررة».

صدَّقَت الحكومة المصريّة العهد الدوليّ الخاص بالحقوق المدنيّة والسياسيّة في عام 1982، لكنّها أرفقت بالتصديق إعلانًا يقضي بالتزامها نصوص العهد «مع الأخذ في الاعتبار أحكام الشريعة الإسلامية». وعادةً ما تَستخدم الحكومة هذا الإعلان أثناء النظر في  دعاوى قضائيّة أمام المحاكم الإداريّة، باعتبار أنّ السياسات التمييزيّة التي تتّخذها ضدّ البهائيّين، أو أولئك الذين يتحوّلون من الإسلام إلى المسيحيّة، تستند إلى الحكم الراجح للشريعة الإسلاميّة، باعتبار هؤلاء الأشخاص من المرتدّين. وتَعتبر المحاكم المصريّة أنّ الشريعة الإسلاميّة تمثّل ركنًا أساسيًّا للنظام العام، وأنّ الاعتراف بـ «الردة»، أو تسجيل أيّ ديانة بخلاف «الديانات السماويّة الثلاث المعترف بها» في السجلّات الرسميّة، يُعَدُّ إنتهاكًا لمبادئ النظام العام.

وفي 24 مارس 2024، قدّمت مصر تقريرها الدَوريّ الخامس إلى اللجنة المعنيّة بحقوق الإنسان، حول التزام مصر بتعهّداتها الدوليّة وفق العهد الدوليّ للحقوق المدنيّة والسياسيّة الذي صدّقت عليه في عام ١٩٨٢. واستعرضت مصر التقدّم الذي حقّقته في تنفيذ بنود العهد الدوليّ، وفيما يتعلّق بالمادّة ١٨ من العهد – التي تنصّ على أنّ لكلّ إنسان الحقّ في حرّيّة الدين، والمعتقد، والضمير – دفعت مصر بحرص الدساتير المتعاقبة على مبدأ حرّيّة الاعتقاد، وحرّيّة ممارسة الشعائر الدينيّة، وإقامة دور العبادة.

ومع ما عُرف بالصحوة الإسلاميّة في السبعينيّات، وانتشار فكر الإخوان المسلمين (وإن كانت قياداتهم في السجن أو في المنفى)، وتَزايُد أعداد العاملين المصريّين في دول الخليج، وتأثيرهم لدى عودتهم على الثقافة المحلّيّة من خلال نشرهم لأفكار سلفيّة؛ اتجهت مصر نحو مزيدٍ من المحافظة الدينية وتقييد الحريات العامة، وانتشار السياسات والممارسات التمييزية على المستوَيَين الرسمي والشعبي، وهو ما انعكس على حوادث العنف الطائفي والاستهداف الديني طوال العقود الآتية.خلال السنوات الأخيرة، اهتمت الدولة بحرية المعتقد، وهو ما انعكس في تصريحات رئيس الجمهورية على ضمان حرية المعتقد للجميع، حتّى لغير المنتمين إلى الأديان المعترف بها. واستمرّت زيارة رئيس الجمهوريّة السنويّة إلى كاتدرائيّة ميلاد المسيح في العاصمة الإداريّة لتقديم التهنئة بعيد الميلاد، والتأكيد على حقوق المواطنة لكلّ المصريين، ولكن، بقيت القوانين والسياسات التمييزيّة كما هي بدون أيّ تغيير.
يُعَدُّ قرار الخديوي سعيد في عام 1855 – بإلغاء الجزية، ودخول المسيحيّين الجيش أوَّل مرة، نقطةَ التحوّل الكبرى نحو ضمان حقوق المجموعات الدينيّة المختلفة في مصر، حيث سمحت هذه الإجراءات خلال العقود اللاحقة بنشاط ملحوظ للكنائس الأجنبيّة، مثل: الكاثوليكيّة، والبروتستانتيّة، وشهود يهوه؛ وبالمثل: الطائفة البهائيّة التي نالت اعترافًا قانونيًّا مكَّنها من افتتاح دور العبادة الخاصة بها.بدأ تقليصُ مساحة الحريات الدينية خلال الستينيات تدريجيًّا، حيث اتُّخذت قرارات بإلغاء الاعتراف بالمحافل البهائية، وحلِّ الجمعية الخاصة بشهود يهوه.

اتَّخَذت الانتهاكات المتعلقة بحرية الدين والمعتقد أشكالًا مختلفة في مصر، بداية من عدم الاعتراف الرسمي أو التمييز القانوني الممنهج، ومرورًا بالملاحقات الأمنية والقضائية، وانتهاءً بالتوتر والعنف الديني. وإجمالًا، يمكن الإشارة إلى ملامح هذه الانتهاكات كالآتي:

انتهاكات صادرة من سلطة الدولة

انتهاكات صادرة من المؤسسات الدينية

الانتهاكات المجتمعية

انتهاكات صادرة من مجموعات مسلحة

١

أطلَقَت مصر في 11 سبتمبر 2021 الاستراتيجية الوطنيّة لحقوق الإنسان، مُضمِّنةً فيها جهودَ الحكومة، وعددًا من المبادرات التي أطلقتها الدولة والمؤسّسات الدينيّة قبل سنوات، من أجل تعزيز حرّيّة الدين والمعتقد، من بينها: إنشــاء المجلــس القومــي لمكافحــة الإرهاب والتطــرف في عام 2017، وإنشــاء اللجنــة العليــا لمواجهــة الأحداث الطائفيــة في عام 2018، لتعزيــز التســامح الدينــي والتعامــل مــع الحــوادث الطائفيــة، وتنفيــذ الأنشطة التنمويــة، فــي المناطــق التــي توجــد فيهــا بــؤر للتوتــر الطائفــي.

٢

ومِن ضمن المبادرات الرسمية: تنفيـذُ الحكومـة خطـة بقيمـة 70 مليـون دولار، مـن أجـل ترميـم بعـض الآثار المصريّة، ومـن بينهـا: المعابـد اليهوديّـة فـي القاهـرة والإسكندرية، وذلـك إلـى جانـب ترميـم المقابـر اليهوديـّة القديمـة. أيضًا قامت الحكومـة بترميـم بعـض الآثار الدينيّـة المسيحية الواقعـة فـي مسـار رحلـة العائلـة المقدّسـة في مصـر.

٣

أمَّا بشأن دَور المبادرات التي نفّذتها المؤسّسات الدينيّة، فيقوم الأزهر الشــريف بالتنسيق مع الكنائــس المصريّــة، بالعمل معًا تحت مظلّة بيت  العائلــة المصريّــة، لتأكيــد قيــم المواطنــة، والتســامح، والحــوار، وتدريــب الوعـّاظ والقساوســة علــى الخطــاب الدينــي الوســطي.

٤

كما أصدر الأزهر عــدّة مطبوعــات – مع ترجمتها – للتعريــف بحقــوق الإنسان، ومبــادئ المواطنــة والتعايــش الســلمي، ومحاربــة التشــدّد والتطــرّف. وأطلق مبـادرة«الأزهر يجمعنـا» فـي مراكـز الشـباب؛لنشـر قيـم التسـامح، وقبـول الآخر.

٥

وخصصت وزارة الأوقاف عـددًا مـن خطـب الجمعـة، لنشـر قيـم التسـامح، ونبـذ العنـف، والكراهيـة، وعقدت عــدّة نــدوات حــول مفهــوم المواطنــة، بالتعــاون مــع الهيئــة الوطنيّــة للإعــلام، إلى جانب قيـام المجلـس الأعلى للشـؤون الإسلاميّة – التابـع لـوزارة الأوقاف – بإنشـاء منتـدى السـماحة والوسـطيّة مـن أجـل نشـر ثقافـة الحـوار، وترسـيخ التسـامح، ونبـذ آفـات التعصـّب، والإرهاب، والكراهيـة الدينيّـة.

٦

في السياق نفسه، أطلقت الكنائــس المصريّـة مبــادرات وأنشــطة متنوّعــة، هدفــت إلــى نشــر الفكــر المســتنير، وتأكيــد القيــم الإنسانيّة المشــتركة التــي تدعــو إليهــا جميــع الأديان، إضافــةً إلــى ترســيخ مشــاعر الولاء والانتماء، واحتــرام التعدّديّـة، وقبــول الآخر، ونبــذ التعصّــب، ومكافحــة خطــاب الكراهيــة.

٧

على مستوى المجتمع المدني، هناك عدد من المنظمات التي تعمل على تعزيز حرية الدين والمعتقد لجميع المصريين. ومن أبرز هذه المنظمات: المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهيئة الإغاثة الكاثوليكية، للهيئة القبطيّة الإنجيليّة. وتتنوّع آليات عمل هذه المنظّمات فيما بين: رصدٍ وتوثيق لحالة حرّيّة الدين والمعتقد، وإعدادٍ لبرامج بناء السلام والحوار مع الآخر، وتحليل دور الدين في المجال العام..

الخاتمة

شهد ملفّ الحرّيّات الدينيّة في مصر تحسّنًا ملموسًا، خصوصًا، فيما يتعلّق بإنشاء بعض الآليّات المؤسّسيّة للتعامل مع التوتّرات الطائفيّة، وباهتمام الدولة بترميم الآثار الإسلاميّة، والمسيحيّة، واليهوديّة؛ وبإعلان احترام حرّيّة المعتقد، وغيرها من الأنشطة الرامية لتعزيز ثقافة التعايش، وقبول الآخر.

مع ذلك، هذه الأنشطة لا تعالج الأسباب الهيكليّة للتمييز الديني في مصر، ولا تتعامل مع أوجه القصور الدستوري والقانوني الضامن للحرّيّات الدينيّة وحرّيّة المعتقد، وهو ما يجعل الأمر وكأنّه إجراءات لتحسين العلاقات بين المسلمين والمسيحيّين، وليس ضمانات حقيقيّة لتعزيز حرّيّة المعتقد وفقًا للمفاهيم المنصوص عليها في المواثيق الدوليّة لحقوق الإنسان.