أولًا: انتهاكات صادرة من سلطة الدولة
أولًا: انتهاكات صادرة من سلطة الدولة
تكشف قراءة هذه المواد أنّ الدستور وضع قيدَيْن على حقّ ممارسة الشعائر الدينية؛ الأوّل منهما يحصر هذا الحق بأتباع الديانات الإبراهيميّة الثلاث (الإسلام، والمسيحيّة، واليهوديّة)، وهو ما ورد في المادة 64 بمُسمَّى الأديان السماوية، وبذلك جرى التمييز بين المواطنين على أساس الدين. أمَّا القيد الثاني، فهو تَعامُل المادة 64 نفسها مع ممارسة الشعائر الدينية وبناء دور العبادة، وكأنّهما شأنٌ واحد، وقد جرى ربطهما بالقانون المنظّم. وبذلك، اعتُبر اجتماع مجموعة من المواطنين في مناسبة دينيّة أو للصلاة في غير دور العبادة، بمنزلة مخالفة دستوريّة وقانونيّة.
الاعتراف القانوني
لا يُقرُّ النظام القانوني المصري إلا بالديانات الابراهيمية الثلاث المعترف بها: الإسلام والمسيحية واليهودية. وليس للمواطن المصري أن يختار أيّ ديانة أخرى غيرها، وهو ما يترتّب عليه «الموت مدنيًّا» لأَتْباع العقائد غير المعترف بها، مثل: البهائيّين، والأحمديّين، وشهود يهوه، والملحدين.
الاعتراف القانوني
لا يُقرُّ النظام القانوني المصري إلا بالديانات الابراهيمية الثلاث المعترف بها: الإسلام والمسيحية واليهودية. وليس للمواطن المصري أن يختار أيّ ديانة أخرى غيرها، وهو ما يترتّب عليه «الموت مدنيًّا» لأَتْباع العقائد غير المعترف بها، مثل: البهائيّين، والأحمديّين، وشهود يهوه، والملحدين.
تغيير الدين
تتضمّن بطاقة الرقم القومي وشهادة الميلاد خانةً للديانة، تُعبَّأ بما يطابق ديانة الوالدَين، وباختيارات: مسيحي/مسلم/ يهودي. وقد حصل البهائيّون، في نوفمبر 2008، على حكم قضائي بوضع علامة (-) أمام خانة الديانة، بدلًا من إجبارهم على كتابة مسلم أو مسيحي، كما كان يُعمل سابقًا.
تَسمح مصلحة الأحوال المدنية، المسؤولة عن إصدار أوراق الهوية الرسميّة، بالتحوّل من أيّ ديانة ومعتقد إلى الإسلام، حيث يحصل من يرغب في ذلك على شهادة إشهاد الإسلام من مؤسّسة الأزهر، التي تقدّمها إلى وزارة الداخليّة لتغيير خانة الديانة في الأوراق الرسميّة. ولا تسمح مؤسّسات الدولة بالتحوّل من الإسلام إلى أيّ ديانة أخرى، لذلك لا يستطيع المصريون الذين يولدون على الإسلام ويتحوّلون فيما بعد إلى المسيحية، إثباتَ ديانتهم الحقيقية في الأوراق الرسميّة. رفضت محكمة القضاء الإداري دعْوَيَيْن قضائيّتين من كلٍّ من ماهر الجوهري ومحمد حجازي، لإثبات ديانتهما الجديدة المسيحيّة في الأوراق الرسميّة، بعد أن تركا الإسلام؛ في حين يُسجَّل الأطفال القُصَّر، وفقًا لقانون الأحوال المدنية المصري، على اعتبار أنّهم مسلمون، في حالة تغيير ديانة أحد الزوجين إلى الإسلام، حتّى في حالة رفض الطرف الآخر. أيضًا ألْقَت قوّات الأمن القبض على اللاجئ اليمني عبد الباقي سعيد، في 15 ديسمبر 2021، على أثر إعلانه اعتناقَه المسيحيّة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»؛ مع أنّ ذلك حدث عام 2013، وقبل قدومه إلى مصر. فوجَّهت إليه نيابةُ أمن الدولة تهمَتَي: «الانضمام إلى جماعة إرهابية على علم بأغراضها، وازدراء الدين الإسلامي»، ولا يزال محبوسًا بالرغم من تجاوز المدّة المقرّرة قانونًا للحبس الاحتياطي على ذمة التحقيقات.
بناء دور العبادة
وقد وثَّقَت المبادرةُ المصريّة للحقوق الشخصيّة، منذ بداية تطبيق قانون بناء الكنائس حتى نهاية العام 2019، إغلاق 25 كنيسة كانت تقام فيها الشعائر الدينية بانتظام. كما وثَّقَت منْعَ إقامة الصلوات الجماعيّة في المناطق التي تقع فيها هذه الكنائس، والمعروف أنها قدمت أوراقها ضمن ملفّ تقنين أوضاع الكنائس القائمة. تُعَدُّ عِزْبة «فرج الله» في مركز سمالوط، في محافظة المنيا، نموذجًا حديثًا واضحًا لهذه الممارسات. فقد شهدت تظاهرةً، في 22 يناير 2022، للمطالبة بإصدار قرار بإعادة إنشاء كنيسة القديس يوسف وأبو سيفين في العزبة، بعد أن هُدمت بقرار رسمي، وورد اسمها في قرار لجنة تقنين أوضاع الكنائس.وأدانت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية تعسّف الجهات المسؤولة عن بناء الكنائس، في محافظة المنيا، في إصدار التراخيص الرسميّة لبناء ثلاث كنائس، في أعقاب اعتداءات طائفيّة قام بها محتجّون رافضون لوجود هذه الكنائس في قرى المحافظة. وقالت المبادرة إنّ أجواء من التحريض الطائفي سادت قريتَي منشأة زعفرانة والخياري في مركز أبو قرقاص، وقرية العزيب في مركز سمالوط، سبقت وقوع الاعتداءات؛ إلّا أنّ أجهزة الدولة فشلت في التعامل معها، ولم تتحرّك لمنع تصاعدها، بل اكتفت بإلقاء القبض على عدد من الأهالي المشتبه في تورّطهم في الأحداث.
وفقًا للبيانات الحكوميّة، قدَّمت الكنائسُ المختلفة طلباتٍ لتوفيق أوضاع 5415 كنيسة ومبنًى دينيًّا بُنيت بدون تراخيص رسميّة. فصدرَت موافقات مبدئيّة لـ3160 كنيسة ومبنًى حتى أكتوبر 2024، وبنسبة 58% بعد ما يزيد على سبع سنوات منذ إقرار القانون. كما صدرت قرارات تخصيص الأراضي لبناء 56 كنيسة في المدن الجديدة، منذ عام 2014، حيث حرص رئيس الجمهوريّة على تأكيد ضرورة إنشاء كنيسة في أيّ مدينة جديدة يجري إنشاؤها، في حين لا يزال بناء الكنائس في القرى والمدن «القديمة» يتّسم بالغموض وغياب المعلومات، خصوصًا مع استمرار إغلاق بعض الكنائس أو المباني، فيضطّر المواطنون إلى الانتقال إلى قرى أخرى قد تبعد نحو عشرة كيلومترات.
الأحوال الشخصية
- قوانين خاصة تطبق على الأفراد حسب الديانة والملة والطائفة
- قوانين عامة تطبق على جميع المصريين، وهي خاصة بإجراءات التقاضي والحضانة والخُلْع، وتستمد مبادئها من الشريعة الإسلامية.وفقًا لهذه القوانين، يُسمح للمواطن المسلم بالزواج بالمسلمة، وأيضًا بغير المسلمة التي تدين بالمسيحية أو اليهودية فقط، في حين لا يُسمح للمسلمة إلا بالزواج من مسلم فقط.
ازدراء الأديان
ثانيًا: انتهاكات صادرة من المؤسسات الدينية
حيث إنها المسؤولة عن تعيين الأئمة، ودفع الرواتب الشهرية لهم، ومراقبة أدائهم، وتحديد مواضيع خُطَب الجمعة.أما دار الإفتاء التي يترأسها مفتي الجمهورية، فتتولَّى استطلاع شهور السنة القمرية، وتحديد موعد بدء شهر رمضان، وتقديم الفتاوى، والمشورة الدينية الإسلامية. ويؤخذ رأيها الشرعي قبل صدور أحكام الإعدام.
إتّخذَت المؤسّسات الدينيّة الإسلاميّة موقفًا متشدّدًا من المجموعات الدينيّة التي هي أقلُّ عددًا، سواء في صورة تصريحات صادرة عن قيادات هذه المؤسّسات ، أو في صورة فتاوى صادرة عنها، أو في شكل مخاطبات رسميّة إلى الجهات التي تطلب رأيها في قضايا محدّدة.
منَح الدستور والنظام القانوني المصري المؤسّسات الدينيّة بعض الاختصاصات، بخلاف مهامِّها الدعويّة، والتعليميّة، والخدميّة. يُناط بمؤسّسة الأزهر الشريف ترتيب أدوار المؤسّسات الدينيّة الإسلاميّة الرسميّة؛ إذ، يُعدُّ المرجع النهائي في كلّ ما يتعلّق بالإسلام وفقًا للدستور المصري، حيث تطلب مؤسّساتُ الدولة رأيه في القوانين التي لها بُعدٌ دينيّ، وأيضًا، تطلب المحاكم رأي مجمع البحوث الإسلاميّة التابع للأزهر في بعض قضايا ازدراء الأديان. وتجدر الإشارة إلى أنّ الأزهر يتمتّع باستقلاليّةٍ إداريّة وماليّة عن أجهزة الدولة.
أما وزارة الأوقاف، فتتبع الحكومةَ إداريًّا. وتتولى الوزارةُ الإشراف على أغلب المساجد في مصر.
ثالثًا: انتهاكات مجتمعية
تكشف حوادث العنف الطائفي التي شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، عن أنماط مختلفة اتّخذتها الممارسات الطائفيّة، يأتي في مقدّمتها الاستهداف بالقتل على الهويّة الدينيّة، من أفراد عاديّين لا ينتمون إلى جماعات عنف مسلّحة.