وفيما يأتي ذِكرٌ لأهمِّ المبادرات القائمة التي تُعنى بمسائل الحريّة الدينية في لبنان:
“افتتاحُه فجوةً فعلية في النظام اللبناني، السياسي والاجتماعي والروحي، من خلال توقيعه 13 وثيقة زواج مدني. وهو أصبح بذلك أول وزير لبناني يطبّق القانون ويعطي اللبنانيين الحقَّ في الزواج المدني”. لكن هذه المسألة ظلت في حكم المعطَّلة إلى اليوم، في ظل تمَنُّع الوزراء والمسؤولين عن تنفيذ مندرجات هذه المسائل، والإفراج عن عقود الزواج المدني التي عُقدت في لبنان.
أولًا: مبادرات إيجابية من سلطة الدولة والقانون
تَبرز بعضُ المبادرات القانونية الهامة على مستوى السلطة، مثل إصدار وزير الداخلية زياد بارود في العام 2011: “تعميمًا، يقضي بشطب المذهب في السجل [لمن يرغب]، وفقًا لِمَا ورد في الرأي الصادر عن هيئة التشريع والاستشارات رقم 276/2007، واستكمالًا له، والذي يؤكد على حق كلِّ مواطن بعدم التصريح عن القيد الطائفي في سجلات الأحوال الشخصية أو شطب هذا القيد. أيضًا يُسجَّل لوزير الداخلية مروان شربل في حكومة نجيب ميقاتي سنة 2011:
فضلًا عن ذلك، فإن الحكم أسند أيضًا حرية المعتقد إلى المبادئ الدينية نفسها (الإسلامية والمسيحية)، والتي تفترض أن الإنسان يولد حُرًّا وله كامل الحرية في اختيار دينه ومعتقده” ( يُراجع). وقد كان الشخص المذكور في الحكم قد عمد إلى تغيير دينه الإسلامي واعتناق المذهب الإنجيلي، بعد تَعرُّفِه إلى مُبشّر في الكنيسة الإنجيلية، وتَردُّدِه على الاحتفالات التي تُقِيمها، وتصويره شريطَ فيديو بالتعاون مع المُدَّعَى عليه القَسِّ اللبناني، الذي يوثّق تجربته والأسباب التي دفعته إلى تغيير دينه، لعرضه على المؤمنين العرب في السويد. وكان ذلك في العام 2001.
أيضًا تَبرز بعض المبادرات، التي يقوم بها بعض القضاة في مجال قضايا محددة مرتبطة بحرية الدين والمعتقد، إنْ على مستوى شكل الأحكام أحيانًا، أو على مستوى إبطال ممارسات مناقِضة لممارسة هذه الحريّة. وبرز في هذا المجال مثلًا: الحُكم الذي أصدره بتاريخ 31/1/2019 القاضي المنفردُ الجزائيُّ في بعبدا جوزف تامر، والذي قضى بإبطال التعقبات بحقِّ مُدَّعًى عليهما: أحدهما قَسّ، والآخر مسلم اعتنق المسيحية الإنجيلية، أَحالَتْهُما للمثول أمامه النيابةُ العامة الاستئنافية في جبل لبنان، بتهمة إقدامهما على إثارة النعرات الطائفية، وتحقير الشعائر الدينية. ويَذكر أحد التقارير حول الموضوع أن هذا الحكم قضى بتوسيع مجال حريّة المعتقد في لبنان: “من خلال أمرين: الأول توسيع تعريف حرية المعتقد بما تفترضه أو تشمله، والثاني تضييق الضوابط الواجب احترامها في ممارسة هذه الحرية” ( يُراجع).
ثانيًا- مبادرات المؤسسات الدينية
كانت الحكومة اللبنانية قد أصدرت عام 2010: “قرارًا بِتبنِّي “عيد البشارة”، الذي يَحتفل به المسيحيون في الـ25 آذار/مارس من كل سنة، عِيدًا وطنيًّا رسميًّا. واستندت الحكومة في قرارها إلى وجود قواسم مشتركة تجعل هذا العيد خاصًّا بالمسيحيين والمسلمين معًا”.ثم إنَّ هناك لجنة رسمية، هي اللجنة الوطنية الإسلامية المسيحية للحوار منذ عام 1993، والتي تقتصر -بحسب ما ذكرنا- على الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان. تقوم هذه اللجنة بين الحين والآخر بالزيارات واللقاءات. ولِلَّجنة صفةٌ تمثيلية، فهي تُمثل الطوائف المعترَف بها بشكلٍ رسمي.
المبادرات القضائية
الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان: رؤية المؤسسات وميثاق عملها
.
المبادرات الإيجابية المجتمعية
تعمل مجموعات المجتمع المدني ومجموعات النشطاء في لبنان، وأيضًا المؤثِّرون في تعزيز موضوع الحريّة الدينية، والحوار بين الأديان، ومواجهة خطابات الكراهية، وتعزيز ثقافة الحوار. وتَبرز في هذا المجال جمعية DLR “حوار للحياة والمصالحة”، التي تعمل مع إطار “الشبكة المستدامة للقادة الدينيين في طرابلس والشمال” على هذه الموضوعات، مِن ضِمنها التعرّف المتبادل وبناء الجسور وغيرها (يراجع: 1،2،3،4 )، وبناء شبكة صداقة بين المؤمنين من مختلف الأطياف…(يُراجع) أيضًا تقوم DLR كل عام بنشاطات لأكاديمية حوار الأديان، وذلك بهدف: “إعادة التشبيك بين الخرِّيجين لترسيخ ثقافة الحوار، وتعزيز بناء بيئة حاضنة للتنوّع في لبنان”، وفق ما يَعرض المشاركون في الأكاديمية (يراجع).
وتبرز أيضًا المبادرات المجتمعية، التي تقوم بها المجموعات الدينية غير المعترف بها، من خلال تنظيم الندوات والحوارات، مثال: الحوار الذي نظمته الجامعة البهائية في لبنان في تموز 2019 بعنوان: “دور الدين في بناء السلام”. وقد أضاء الحوار على مكوّنات السلام، وعلى أهمية مبدأ الحوار، والوحدة في التنوع، بصفتها دعائم أساسية لبناء السلام في المجتمع. وشارك فيه عدد من أعضاء في جمعيات غير حكومية، ونشطاء في مجال خدمة المجتمع وحوار الأديان( يُراجع). أيضًا تقوم مؤسسات المجتمع المدني بالمبادرة إلى عقد المؤتمرات، بالمشاركة والتعاون مع فاعلين في المجتمع، وتهدف فيها إلى طرح مسائل الحريّة الدينية وتسليط الضوء على دور المواطنة في حماية التعددية الاجتماعية، على مستويات مختلفة
.
كذلك حدث الأمر على إثر منع موظفات من ارتداء الحجاب في إحدى المؤسسات، حيث أصدرت مؤسسة أديان بيانًا حول المسألة، وأعلنت فيه أنها تقف مع كل شخص مهمَّش، أو مُيِّز سلبيًّا ضده. وتَرفض أي نوع من الظلم والتمييز على أساس الدين أو المعتقد. أيضًا دعا البيان جميع المؤسسات إلى مراجعة أنظمتها الداخلية لتكون حاضنة للتنوع الديني، ولتحترم حق كل إنسان في حرية الدين والمعتقد، التي تتضمن حرية ارتداء اللباس الديني والرموز الدينية. أيضًا تعمل المؤسسات الأكاديمية بالتعاون فيما بينها، من أجل تحفيز المبادرات المرتبطة بالحريّة الدينية والحوار ودعمها. لقد أُنشئت جائزة العلامة هاني فحص بموجب اتفاقية موقَّع عليها في جامعة القديس يوسف في بيروت في 22/4/2016، بالتعاون بين أكاديمية هاني فحص ودار العلم للإمام الخُوئي، وكرسي اليونسكو لدراسة الأديان المقارنة والوساطة والحوار، ومعهد الدراسات الإسلامية المسيحية في جامعة القديس يوسف في بيروت، وكرسي اليونسكو في جامعة الكوفة في العراق ( يُراجع).
.
كذلك حدث الأمر على إثر منع موظفات من ارتداء الحجاب في إحدى المؤسسات، حيث أصدرت مؤسسة أديان بيانًا حول المسألة، وأعلنت فيه أنها تقف مع كل شخص مهمَّش، أو مُيِّز سلبيًّا ضده. وتَرفض أي نوع من الظلم والتمييز على أساس الدين أو المعتقد. أيضًا دعا البيان جميع المؤسسات إلى مراجعة أنظمتها الداخلية لتكون حاضنة للتنوع الديني، ولتحترم حق كل إنسان في حرية الدين والمعتقد، التي تتضمن حرية ارتداء اللباس الديني والرموز الدينية. أيضًا تعمل المؤسسات الأكاديمية بالتعاون فيما بينها، من أجل تحفيز المبادرات المرتبطة بالحريّة الدينية والحوار ودعمها. لقد أُنشئت جائزة العلامة هاني فحص بموجب اتفاقية موقَّع عليها في جامعة القديس يوسف في بيروت في 22/4/2016، بالتعاون بين أكاديمية هاني فحص ودار العلم للإمام الخُوئي، وكرسي اليونسكو لدراسة الأديان المقارنة والوساطة والحوار، ومعهد الدراسات الإسلامية المسيحية في جامعة القديس يوسف في بيروت، وكرسي اليونسكو في جامعة الكوفة في العراق ( يُراجع).
.