Skip to main content

المبادرات الإيجابية المرتبطة بمسألة حريّة الدين والمعتقد في الأردن

 تُقسم المبادرات الخاصة بحرية المعتقد والدين في الأردن إلى:

المبادرات التي أطلقَتها سلطات الدولة

أهم هذه المبادرات مبادرة أسبوع الوئام بين الأديان . يوفر أسبوع الوئام بين الأديان (الذي يُقام مرة واحدة في السنة) منصَّةً، يجري من خلالها الإثبات للعالم بأَسْرِه قوةَ نشاط كلٍّ من مجموعات حوار الأديان والنوايا الحسنة. فغالبًا ما تقُوم هذه المجموعات بإجراء آلاف الأنشطة والفعاليات، من غير أن يلاحظها أحد من العامة، بل ومن دون ملاحظة مجموعات مماثلة.
قبْل ذلك بسنتَين، أطلَق الأردن أيضًا رسالة عمّان، وذلك في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2004. وقد جاءت للتوعية بجوهر الدين الإسلامي والقيم الأساسيّة التي يدعو إليها، مثل: العدل والاعتدال والتسامح وقبول الآخر ورفض التعصب والانغلاقأطلَق الملكُ عبد الله الثاني مبادرةَ “اجتماعات العقبة” عام 2015، في الوقت الذي أصبحت فيه الجماعات الإرهابية عابرة للدول والأقاليم والقارَّات، وتُشـكل مصدر تهديد عالمي وغير مسبوق، مع تصاعد ظاهرة “الإسلاموفوبيا”. سعى الأردن من خلال هذه المبادرة إلى توفير حشد من الحلفاء والشركاء الدَّولِيِّين من أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية، لتطوير نهج اسـتباقي وشمولي، لمكافحة الإرهاب، والحدِّ من التطرف في أنحاء العالم. شكلت “رسالة عمَّان” مرجِعًا وركنًا لهذه المبادرة.
ومِن الأهميةِ الإشارةُ إلى مسَوَّدة قانون ميراث المسيحيين في الأردن، وموافقة مجلس الكنائس عليه، في انتظار عَرضِه واعتماده من مجلِسَيِ النواب والأعيان، وأن ذلك يمثل خطوة كبيرة يَخطُوها الأردن في قبول التعددية.

II-المبادرات المجتمعية

من أهم المبادرات التي يقوم بها المجتمع: “المعهد المَلكيّ للدراسات الدينية (RIIFS)، الذي تَأسّس في عام 1994 في عمّان الأردن، تحت رعاية الأمير الحسن بن طلال، الذي يَرأس مجلسَ أُمنائه.
والثقافات حول أهمية التراث الوطني المشترك، إضافة إلى عقد ورشات عمل، لتمكين المنظمات المجتمعية من إدارة المشاريع والمبادرات، وعقد ورشات عمل تهدف إلى الحفاظ على مواقع التراث الوطني وتعزيزه، والعمل مع متطوعين من رواة القصص لرواية القصص حول مواقع التراث الوطني، وتنظيم رحلات للطلاب لتعريفهم بمواقع التراث الوطني الأردني، وشرح أهميتها التاريخية والدينية والثقافية، وتنفيذ مبادرات محلية بالتعاون مع منظمات المجتمع المحلي الشريكة، للحفاظ على مواقع التراث الأردني والترويج لها.
فيعمل المعهد على تنظيم دورات للقادة الدينيين والواعظات حول المواطنة الحاضنة للتنوع والمعرفة المتبادلة، ويقوم بالتعاون مع منظمة “البحث عن أرضيَّة مشتركة” ومنظمات المجتمع المحلي منذ عام 2018-2020، بإنشاء مشروع “تراثنا المشترك”، الرامي إلى تحفيز الشباب من خلفيات دينية متعددة على فهم التراث الديني والثقافي الوطني المشترك، وتمكين المجتمعات المحلية من الحفاظ على مواقع التراث الوطني المشترك، وتعزيزها على المستوَيَيْن المحلي والدَّولي، وتعزيز التعاون بين الأردنيين الذين يمثلون مختلف الأديان
عقَد مكتب العلاقات الخارجية للبهائيين في الأردن، مع مركز وعي لحقوق الإنسان، جلسةً حوارية مع عدد من الإعلاميين والنشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي في حزيران/يونيو 2023، بهدف إيجاد فضاء للنقاش المعمق مع الإعلاميين، لتحفيز عملية التشاور حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام في ترسيخ مفهوم العدالة الاجتماعية وحرية الدين والمعتقد، وكيف يمكن للإعلام أن يخلق فضاءات يشارك فيها المواطنون
بشكل فعال، في حوار صادق حول المشاكل التي يعانيها المجتمع، وكيفية تناولها بشكل يضمن رفع درجة الوعي المجتمعي. أيضًا قامت الجامعة البهائية، بالتعاون مع مركز وعي لحقوق الإنسان، بعمل برنامج خاص تحت اسم (روح وجسد)، وجرى بثُّه على راديو البلد، لتسليط الضوء على كيفية إمكانه بثَّ الأمل والطمأنينة في الفئات الهشة في ظل جائحة كورونا، وعلى دور رجال الدين ومنظمات المجتمع المدني والإعلام والمختصين الاجتماعيين والناشطين المجتمعيين في ترسيخ هذا الأمل، في ظل اليأس المستشري في النفوس، والحث على التكافل الاجتماعي في وقت تلاشت فيه هذه القيم المجتمعية بسبب انشغالاتنا المستمرة.
من ناحية أخرى، أطلَق مركزُ التعايش الديني في تشرين الأول/أكتوبر 2022 مبادرات لمواجهة الكراهية، وتعزيز الحضور المسيحي العربي.
أيضًا نفذ المركزُ برنامج “شباب من أجل التعايش” بتاريخ 19 آذار/مارس 2015، فجَمَع شبانًا مسلمين ومسيحيين تحت عنوان “لقمة تعايش”، بهدف تعزيز روح المحبة والوئام بين المسلمين والمسيحيين في المملكة، وتأكيد عمق العلاقة فيما بينهم.
وفي ظل الأفكار المغلوطة التي تلاحق البهائية، وتزامُنًا مع مئوية صعود روح حضرة عبد البهاء وتأسيس الدّولة الأردنيّة، أعَدَّ مكتبُ العلاقات العامة للبهائيين في الأردن فيلمًا وثائقيًّا قصيرًا تحت عنوان "عباس أفندي: رُؤًى تقدُّميّة". جرى التعريف خلال الفيلم بارتباط الدين البهائي بالأردن، مسلِّطًا الضوء على مشروع قرية العدسية، والذي يُعتبر من أوائل مشاريع التنمية الاجتماعيّة الاقتصاديّة في المنطقة وأهمِّها
. وجرى استعراضٌ لأبرز الشخصيات في منطقة الشرق الأوسط، مثل: الشيخ محمد عبده، وجبران خليل جبران، والأمير شكيب أرسلان، ونُشِرَت بعض آرائهم، كما في مقابلة مع حضرة عبد البهاء. أخيرًا يستعرض الفيلم رؤية البهائيين في الأردن لدولتهم وهي على مشارف مئويتها الثانية، وكيف يمكن أن تكون نموذجًا حضاريًّا من الوئام بين الأديان. وقد عُرِض الفيلم في جلستَين لعدد من قادة الأديان.
أيضًا ينشر موقع أبونا الصادر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن، مقالاتٍ تُحاول التقريب بين الأديان ووجهات النظر. ويقدّم الدكتور عامر الحافي على قناة رؤيا برنامج “ساعة محبة”، حيث كرَّس حلقات عدّة للحوار بين الأديان والمذاهب.