خلال السنوات الأخيرة، قامت المملكة المغربيّة بعدّة إصلاحات جذريّة فيما يخصّ حرّيّة الدين والمعتقد، وتعزيز مفهوم العيش معًا، والمواطنة الحاضنة للتنوّع من خلال مجموعةٍ من الإجراءات، سواءً تلك المتعلّقة بالمناهج الدراسيّة، أو بإصدار الفتاوى، أو بإصدار ظهير شريف ينصّ على إحداث مؤسّسات ذات الطابع هذا، بالإضافة إلى مبادراتٍ من المجتمع المدنيّ.
أولًا: مبادرات إيجابية من سلطة الدولة والقانون
في التشريعات والمجالس
- إستحداث مؤسّسة الديانة اليهوديّة، وتنظيم أمور الطائفة اليهوديّة في المغرب
- إنشاء معهد «محمّد السادس لتكوين الأئمّة، والمرشدين، والمرشدات»
- إنشاء المجلس الوطنيّ لحقوق الإنسان:
- مشاركة البهائيّين و المسيحيّين المغاربة في الحوار الوطني من أجل تعديل مدوّنة الأسرة:
وزارة الأوقاف
إعلان مراكش لحقوق الأقلّيّات الدينيّة في العالم الإسلامي
نظّمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة مؤتمرَ حقوق الأقلّيّات الدينيّة في العالم الإسلاميّ، بالشراكة مع منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة في الإمارات العربيّة المتحدة من ١٤ إلى ١٦ ربيع الثاني ١٤٣٧ هـ، ما يوافق ٢٥ إلى ٢٧ يناير ٢٠١٦م؛ حيث تمّ إصدار «إعلان مراكش لحقوق الأقليات الدينية في العالم الإسلامي».
وحَضر هذا المؤتمر ٣٠٠ شخصية من علماء المسلمين بمختلف مشاربهم، ومذاهبهم، وانتمائتهم من أكثر من ١٢٠ دولة داخل العالم الإسلامي وخارجه، ومن ممثّلي الهيئات، والمنظّمات الإسلاميّة والدوليّة، ومن شخصيّاتٍ عامّة في الحوار والشأن العام من أديانٍ أخرى في الدول العربيّة.
وصدر عن المؤتمر إعلانًا يركّز على أهمّيّة إرساء المواطنة الحاضنة للتنوّع أسوةً بوثيقة المدينة.
وزارة التربية الوطنيّة
التعليم الأوّليّ
أصدرت وزارة التربية الوطنيّة سنة ٢٠٢٣، دليلًا تربويًّا للتعليم الأوّليّ والذي يُعتبر إلزاميًّا، و يهدف إلى تأطير المربّيات، والمربّين العاملين في القطاع، والرفع من جودة الأداء البيداغوجي.
التعليم الإبتدائي والإعدادي
قامت وزارة التربية الوطنيّة والتكوين المهني والبحث العملي، بتعزيز ١٨مقرَّرًا دراسيًّا، بنصوصٍ تتناول تاريخ اليهود المغاربة وتراثهم، ضمن برنامجٍ واسع لإصلاح المناهج الدراسيّة أطلقته الوزارة عام ٢٠١٤.
التعليم الجامعي
عرفت جامعة «محمّد السادس» – المتعدّدة التخصّصات التقنيّة في مدينة «مراكش» – افتتاح أوّل كنيس يهوديّ بالحرم الجامعيّ في العالم العربيّ، عن طريق اتّفاقية عمل مشترَكة بين جمعيّة «ميمونة» و اتحاد السفارديم الأميريكيّ.
و قال «المهدي بودرة» رئيس جمعية ميمونة، في تغريدةٍ نشرها عبر حسابه: «يُعتبر هذا الكنيس الأوّل من نوعه في الجامعات العربيّة»؛ وأكمل: «من المنتظر أن يوفّر هذا الكنيس للطلّاب اليهود مكانّا للصلاة، إلى جانب مسجد في نفس الجامعة». (راجع)
تراجع عن شرط شاهدين مسلمين لزواج المغاربة خارح المغرب:
كانت مدوّنة الأسرة (وهو المصطلح القانوني الذي يُستعمل في المغرب للدلالة على قانون الأحوال الشخصيّة) تشترط حضور شاهدين إثنين مسلمَين كشرط من شروط إبرام عقد زواج المغاربة. ولكن في نهاية 2024، تمّ اقتراح تعديلات على المدوّنة اقترحتها الهيئة المكلّفة بمراجعة مدوّنة الأسرة والرأي الشرعي للمجلس العلمي الأعلى وأعلن عنها وزيرا العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية ؛ من بينها، تلك التي تقضي بتبسيط المساطر القانونيّة على المغاربة المقيمين خارج أرض الوطن كشرط وجود شاهدين مسلمين حين تعذّرهما، حيث توصي المراجعة بـ « بإلغاء اشتراط الشاهدين المسلمين في حالة تعذر وجودهما».
ثانيًا – مبادرات المؤسسات الدينية
على المستوى الفقهيّ
التراجع عن فتوى قتل المرتدّ:
أصدر المجلس العلميّ الأعلى عام ٢٠١٧، وثيقة «سبيل العلماء» التي تمّ توزيعها على العلماء بمناسبة انعقاد دورته في مدينة الرباط، وذلك تحت عنوان «قضايا العدل والتضامن والحقوق والحرّيّات في الأمة».
معَ أنّها لا تُعدّ رسميّةً بعد، ولم يتمّ توزيعها إلّا على نطاق ضيّقٍ بين أعضاء المجلس العلميّ الأعلى، ولم يتمّ نشرها في الموقع الرسميّ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة، إلّا أنّ أهمّيّة هذه الوثيقة تكمن في أنّها تضمّنت معالجة إحدى الأمور الأساسيّة التي تحول دون تحقيق حرّيّة الدين والمعتقد في المجتمعات ذات الأكثريّة الإسلاميّة؛ وهي «الحكم على المرتدّ».
ونشير هنا، أنّ حدّ الردّة، مع أنه يشكّل جزءًا من المنظومة الفُقهيّة في الدولة، إلّا أنّ القانون المغربيّلا يتضمّن فصلًا واحدًا خاصًّا بحدّ الردّة، لكن يتمّ التضييق على الحقّ في تغيير الدين باسم قوانين تتعلّق بالمسّ بالأمن الدينيّ والسياسيّ.
وكان المجلس العلميّ الأعلى، قد أصدر سنة ٢٠١٢ فتوى بإقامة الحدّ على المرتدّ عن الإسلام، وذلك ردًّا على طلب استشارة تقدّمت به «المندوبيّة الوزاريّة المكلّفة بحقوق الإنسان» إلى المجلس العلميّ حول «حكم المرتدّ» و«حرّيّة المعتقد»؛ وذلك في إطار تحضير التقرير الدوريّ السادس لتطبيق توصيات العهد الدوليّ الخاصّ بالحقوق المدنيّة والسياسيّة، الذي وقّع عليه المغرب، وينصّ على حرّيّة المعتقد.
أصدر المجلس العلميّ الأعلى عام ٢٠١٧، وثيقة «سبيل العلماء» التي تمّ توزيعها على العلماء بمناسبة انعقاد دورته في مدينة الرباط، وذلك تحت عنوان «قضايا العدل والتضامن والحقوق والحرّيّات في الأمة».
معَ أنّها لا تُعدّ رسميّةً بعد، ولم يتمّ توزيعها إلّا على نطاق ضيّقٍ بين أعضاء المجلس العلميّ الأعلى، ولم يتمّ نشرها في الموقع الرسميّ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلاميّة، إلّا أنّ أهمّيّة هذه الوثيقة تكمن في أنّها تضمّنت معالجة إحدى الأمور الأساسيّة التي تحول دون تحقيق حرّيّة الدين والمعتقد في المجتمعات ذات الأكثريّة الإسلاميّة؛ وهي «الحكم على المرتدّ».
ونشير هنا، أنّ حدّ الردّة، مع أنه يشكّل جزءًا من المنظومة الفُقهيّة في الدولة، إلّا أنّ القانون المغربيّلا يتضمّن فصلًا واحدًا خاصًّا بحدّ الردّة، لكن يتمّ التضييق على الحقّ في تغيير الدين باسم قوانين تتعلّق بالمسّ بالأمن الدينيّ والسياسيّ.
وكان المجلس العلميّ الأعلى، قد أصدر سنة ٢٠١٢ فتوى بإقامة الحدّ على المرتدّ عن الإسلام، وذلك ردًّا على طلب استشارة تقدّمت به «المندوبيّة الوزاريّة المكلّفة بحقوق الإنسان» إلى المجلس العلميّ حول «حكم المرتدّ» و«حرّيّة المعتقد»؛ وذلك في إطار تحضير التقرير الدوريّ السادس لتطبيق توصيات العهد الدوليّ الخاصّ بالحقوق المدنيّة والسياسيّة، الذي وقّع عليه المغرب، وينصّ على حرّيّة المعتقد.
ثالثًا: المبادرات الإيجابية المجتمعية
على المستوى الثقافي:
متحف التراث اليهودي المغربي:
يقع متحف التراث اليهوديّ المغربيّ في حيّ الوازيس في مدينة الدار البيضاء؛ و هو عبارةٌ عن فضاءٍ ثقافيّ للتعريف باليهود المغاربة، وتاريخهم، وعاداتهم، وتراثهم، وطرق عيشهم، إضافةً إلى طقوسهم الدينيّة واحتفالاتهم.
وكان هذا المبنى، الذي يمتدّ على مساحة ٧٠٠ متر مربّع، في الأصل مخصّصًا لليتامى اليهود؛ أسّسته السيّدة «سيليا بن جيو» وأعطته اسم زوجها الراحل «دار الأطفال مردوخ بن جيو».
«بيت الذاكرة» اليهوديّة في الصويرة:
تقع مدينة «الصويرة» جنوب المغرب، وهي مدينة ساحليّة، معروفة بقيم التعايش وحسن الجوار مع اليهود الذين يقطنون في حيّ الملّاح؛ وقد تمّ إفتتاح «بيت الذاكرة» بحضور العاهل المغربيّ ومديرة اليونسكو وشخصيّات عديدة.
يضمّ هذا البيت العديد من الوثائق التاريخيّة لشخصيّات يهوديّة كانت لها مناصبها الديبلوماسيّة، ومستشارين للسلاطين العلويّين، إضافةً إلى صورٍ قديمة، وأفلام، وموسيقى التراث اليهوديّ.
وعلّق مستشار الملك السيّد «أندريه أزولاي» على افتتاح «بيت الذاكرة» بقوله: «أردنا أن نستنطق تراثنا، ونحمي ما كان يمثّل مظاهر فنّ العيش المشترك في إطار الاحترام المتبادل»، معرِبًا عن أمله أن يشكّل هذا التاريخ رافعةً للمستقبل.
معهد الموافقة لعلم اللاهوت
في أبريل ٢٠١٤، افتتحت الكنيسة البروتستانتيّة مع نظيرتها الكاثوليكيّة في المغرب، معهدَ تكوينٍ لاهوتيٍّ مسيحي لمسيحيي إفريقيا وراء الصحراء بشكل أوّلي، اسمه معهد «الموافقة». ويتمحور التكوين حول الحوار بين الثقافات، والأديان، وتاريخ العلاقات بين الإسلام والمسيحيّة، بالإضافة إلى المجالات اللاهوتيّة التخصّصيّة.
.
على المستوى الإعلامي:
البرنامج الإذاعي «ناس الملّاح »
يُعتبر «ناس الملّاح» أوّل برنامجٍ إذاعيٍّ مغربيٍّ وعربيٍّ، يهتمّ بالموروث الثقافيّ اليهوديّ، تُعدّه وتقدّمه باحثة الأنتربولوجيا، محافظة المتحف اليهوديّ المغربيّ في الدار البيضاء، السيّدة «زهور رحيحيل».
وفي تصريحاتٍ لجريدة «بالواضح»، قالت الباحثة «زهور رحيحيل»، وهي أوّل امرأة مسلمة تؤسّس لمتحفٍ يهتمّ بالتراث اليهوديّ، أنّ اسم البرنامج «ناس الملّاح» له دلالة قويّة عند الحديث عن تاريخ اليهود المغاربة، فالملّاح” مصطلح مغربي أصيل يطلق على الحي الذي يقطنه اليهود.
وأضافت صاحبة فكرة، وإعداد، وتقديم البرنامج «زهور رحيحيل» بأنّ «ناس الملّاح» هو برنامج تحسيسيّ، وتعريفيّ، موجّهٌ لسائر المغاربة لاكتشاف الطرف الآخر من الثقافة والمجتمع المغربيّ، وكما يهدف أيضًا للتعريف بالعيش المشترك، وبالعادات، والتقاليد المشتركة بين المغاربة مسلمين ويهود.
صفحة الدكتور يوسف الكلّام لعلم العقائد والأديان
يقوم الأستاذ يوسف الكلام، وهو أستاذ التعليم العالي في جامعة القرويّين، مؤسّسة دار الحديث الحسنيّة، المتخصّص مقارنة الأديان، بتنظيم لقاءات علميّة شهريّة تتناول موضوع التنوّع الديني، والقراءات الجديدة للنصوص الدينيّة لطلّاب العلوم الدينيّة وغيرهم من المهتمّين بهذه المواضيع عبر صفحته الرسميّة على «الفيس بوك».
يقوم الأستاذ يوسف الكلام، وهو أستاذ التعليم العالي في جامعة القرويّين، مؤسّسة دار الحديث الحسنيّة، المتخصّص مقارنة الأديان، بتنظيم لقاءات علميّة شهريّة تتناول موضوع التنوّع الديني، والقراءات الجديدة للنصوص الدينيّة لطلّاب العلوم الدينيّة وغيرهم من المهتمّين بهذه المواضيع عبر صفحته الرسميّة على «الفيس بوك».
