ترتبط حرية الدين والمعتقد بحقوق الإنسان الأخرى: كحرية التعبير، أو التجمع، أو التربية. تتعلّق هذه الحقوق بشكلٍ أساسيّ بالحرية الدينية، وتجعل تحقيقها وعيشها مُمكنًا. ولكن، غالبًا ما تكون حرية الدين والمعتقد مثيرة للجدل، حتى في أوساط مجتمع حقوق الإنسان؛ إذ يمكن لأيّ نوعَين من الحقوق أن يتعارضا في موقفٍ معيّن، وهذا أمرٌ طبيعي.
تَبرز الإشكالية الأساسية في تحديد مدى هذه الحرية، وهل من الضروري أن تحدّ المجتمعات منها، أو أن تعتبرها مطلقة. هذه الإشكالية الفكرية والفلسفية تنعكس مِن ثَمَّ على الوضع القانوني، وعلى دور السلطة في تنظيم المجتمع وضمان الانتظام العام، وتُشكل تحدِّيًا قانونيًّا وسياسيًّا لكيفية التعاطي مع الحرية الدينية. يزيد من صعوبة هذه الإشكالية أنّ الحرية تطُول الدين والمعتقد والفكر والضمير بالتساوي، وتنطبق عليها كلِّها بِغضِّ النظر عن التصنيفات، وأنّ هذا التعبير يشمل مجموعة واسعة من الحقوق المرتبطة جذريًّا، والتي يجب عدم تجزئتها. فهل تنطبق كل هذه المُعطَيات على أي فكر أو معتقد كان؟ وهل يمكن قبول أفكار متطرفة أو متعارضة مع تقاليد مجتمع معين؟ أم هل يمكن وضع بعض الضوابط القانونية للحدِّ من هذه الحرية؟
ترتبط حرية الدين والمعتقد بحقوق الإنسان الأخرى: كحرية التعبير، أو التجمع، أو التربية. تتعلّق هذه الحقوق بشكلٍ أساسيّ بالحرية الدينية، وتجعل تحقيقها وعيشها مُمكنًا. ولكن، غالبًا ما تكون حرية الدين والمعتقد مثيرة للجدل، حتى في أوساط مجتمع حقوق الإنسان؛ إذ يمكن لأيّ نوعَين من الحقوق أن يتعارضا في موقفٍ معيّن، وهذا أمرٌ طبيعي.
تَبرز الإشكالية الأساسية في تحديد مدى هذه الحرية، وهل من الضروري أن تحدّ المجتمعات منها، أو أن تعتبرها مطلقة. هذه الإشكالية الفكرية والفلسفية تنعكس مِن ثَمَّ على الوضع القانوني، وعلى دور السلطة في تنظيم المجتمع وضمان الانتظام العام، وتُشكل تحدِّيًا قانونيًّا وسياسيًّا لكيفية التعاطي مع الحرية الدينية. يزيد من صعوبة هذه الإشكالية أنّ الحرية تطُول الدين والمعتقد والفكر والضمير بالتساوي، وتنطبق عليها كلِّها بِغضِّ النظر عن التصنيفات، وأنّ هذا التعبير يشمل مجموعة واسعة من الحقوق المرتبطة جذريًّا، والتي يجب عدم تجزئتها. فهل تنطبق كل هذه المُعطَيات على أي فكر أو معتقد كان؟ وهل يمكن قبول أفكار متطرفة أو متعارضة مع تقاليد مجتمع معين؟ أم هل يمكن وضع بعض الضوابط القانونية للحدِّ من هذه الحرية؟
إذًا، كيف يمكن ربط حرية الدين والمعتقد بالحريات الأخرى؟ نُورِد فيما يأتي أمثلة على ذلك:
- غالبًا ما تتعرض الأقليّات الدينية للتمييز، ولانتهاك حقّها في الصحة والتعليم والعمل، بسبب هُويَّتها الدينية. وقد رأينا أمثلة كثيرة على ذلك خلال جائحة كوفيد-19، التي حدّت من حُصول بعض المجموعات على الطبابة، وعرّضتها للتمييز المباشر والهيكليّ.
- تُنتهَك حريّة التجمع والتنظيم عندما تُحرم الجماعاتُ الدينية والعقائدية الحقَّ في التجمع أو العمل أو ممارسة شعائرها الدينية.
- قد تؤثر القيود المفروضة على حريّة التعبير (مثل: قوانين الرقابة، أو ازدراء الأديان، أو التجديف)، في الموضوعات التي يمكن للمتديِّنين من الرجال والنساء أن يَعِظوا فيها، أو في إصدار المطبوعات الدينية. فبدون حرية التعبير لا يمكن للمرء مشاركةُ الآخَر في دينه، أو مناقشتُه، أو التحاور معه في شأنه.
- يُنتهَك الحقُّ في الحياة عندما يُهاجَم الناس، أو يُقتَلون بسبب دينهم أو معتقداتهم.
- غالبًا ما تكون الأقليات الدينية واللادينيون أيضًا أكثر عرضة للسجن بِناءً على تهم ملفّقة، وهم أيضًا أكثر تعرُّضًا مِن غيرهم للانتهاكات في السجن، في سياقات لا يُكفَل فيها الحقُّ في إجراء محاكمةٍ عادلة، أو في عدمِ التعرض للتعذيب.
حرية الدين والمعتقد وحرية التعبير
حرّيّة الدين والمعتقد وحريّة التعبير أساسيَّتان على حدٍّ سواء، لقيام مجتمع فاعل؛ إذ تُكمِّل الحرِّيَّتانِ بعضهما بعضًا، وتتمتّعان بنفس الأهميّة في حماية الأقليات، وغيْرِ المؤمنين، وأولئك الذين تختلف آراؤهم أو معتقداتهم عن التي لدى أصحاب السلطة.يشمل حقُّنا في إظهار ديننا أو معتقدنا الحقَّ في التعبير عنه بالأقوال والأفعال، وهذا تكفله أيضًا المادّة 19 من الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان: “لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي الْتِماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود”.
وتتضمّن حرّيّةُ الدين والمعتقد الحقَّ في التعبير عمّا نعتقد أنه صحيح أو غير صحيح. ومن خلال قول ما نعتقد أنّه صحيح -وضمنيًّا ما نعتقد أيضًا أنه غير صحيح-، يُرجَّح أن يُعارِض ذلك المبادئَ الإيمانيّة الأساسيّة لتقليد آخر؛ ما قد يزعج أتباع هذا التقليد. وبدون حرية التعبير لن نكون قادرين على التحدث بمعتقداتنا. ثم إنَّ حرية الدين والمعتقد تشمل حرية تعبير أفرادٍ ينتمون إلى مجموعة دينية معيَّنة، عن رأي أو تفسيرٍ دينيّ مخالفٍ للتفسير المعتمَد من قِبَل القيادات الدينية الرسمية لهذه الجماعة.
تذهب حريّة التعبير إلى أبعدَ من ذلك، لتمنحنا أيضًا الحقَّ في انتقاد المعتقدات والمؤسسات الدينية، أو حتى في السخرية منها. وهذا مثير للجدل للغاية، وهو السبب الذي يجعل الكثير من الناس يفترضون أنّ هناك تعارُضًا بين حرّيّة الدين والمعتقد وحريّة التعبير.
من المهمّ أن نتذكّر أن حرّيّة الدين والمعتقد تحمي الأشخاص الذين يعتنقون معتقدات معيّنة، وليس مشاعرَ المؤمنين، ولا المعتقدات في حدّ ذاتها. فحرّيّة الدين والمعتقد تحمي البشر وليس الله/المقدَّسات. من المهمّ أيضًا أن نتذكّر أنّ القدرة على انتقاد الجماعات الدينية (ويشمل ذلك جماعاتنا الخاصّة)، أمرٌ حيويٌّ لتحسين سَير هذه الجماعات وتطويرها.لا يوجد حقٌّ إنساني في حرّيّة عدم التعرض للانتقاد أو الإساءة أو الصدمة أو الانزعاج من قول الآخرين أو فِعلهم، إلَّا أنَّ بعض الدول نصَّت على قوانين تحمي المقدسات. ولا يعني هذا أنّ السخرية من معتقدات الآخرين أمرٌ أخلاقيّ، فهذا أمرٌ تُنظّمه البوصلة الأخلاقية الشخصية والاحترام المتبادل وإدارة العيش معًا. ومع ذلك، هناك قيود مشروعة على حرية التعبير -وأيضًا على حريّة الدين والمعتقد-، إذ ينبغي حظر خطاب الكراهيَة والتحريضِ على العَداء والعنف. ولكن، متى يُمْكن لبيانٍ ما صادمٍ أو مُهين، أنْ يتجاوز حدّه ويصبح خطابَ كراهيَةٍ وغيْرَ قانوني؟ تُقدّم خطّة عمل الرباط مبادئ توجيهية مفيدة، لتحديد متى يتجاوز الخطاب حدّه وينبغي حظرُه جنائيًّا. وتُشدّد الخطّة على أهمية وجود معايير عالية جدًّا، ومراعاة أكثر من جانب من جوانب الخطاب، وهي: السياق، ووضْعُ المتكلّم أو مَركزُه، والنيّة أو غرض الخطاب، والمحتوى، ومدى الخطاب، ورجحان إحداث الضرر ووُقوع أعمال عنف وتمييز.
للمزيد من المعلومات حول مواجهة خطاب الكراهية، يمكنم/نّ تحميل “دليل مقاربة المسائل الدينية في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بعيدًا عن خطاب الكراهية“.