fbpx Skip to main content

نموذج المعلومات:
نظرة عامّة إلى حرية الدين والمعتقد في مصر

يعرِّف الدستورُ مصر على اعتبار أنها دولةٌ نظامها جمهوري ديمقراطي، يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون. رئيس الدولة هو رئيس الجمهورية، ورئيس السلطة التنفيذية. ويقوم النظام السياسي على أساس التعددية السياسية والحزبية، ومبدأ التداول السلمي للسلطة.

أطلقت اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان أول إستراتيجية وطنية لحقوق الإنسان في مصر خلال أيلول/سبتمبر 2021، وذلك تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي. تستهدف الإستراتيجية تلبية الاستحقاقات الدستورية، وأيضًا التزامات مصر الإقليمية والدولية بشأن حقوق الإنسان. تتبنى الإستراتيجية أربعة محاور كالآتي: الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحقوق المرأة والطفل وذوي الهمم وكبار السن والشباب، وأخيرًا التثقيف وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان.

إلَّا أنَّ التقارير الدولية لا تزال تنتقد حالة حقوق الإنسان في مصر، حيث تشير إلى استهداف السلطات للمدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين المعارضين وغيرهم من النشطاء، عن طريق استدعائهم بصورة غير قانونية، واستجوابهم بالإكراه، وإخضاعهم لتدابير المراقبة خارج نطاق القضاء، ومنعهم من السفر. أيضًا تشير التقارير إلى فرض السلطات قيودًا واسعة على حرية التعبير والصحافة ووسائل الإعلام بشكلٍ عام، وفي ضمنها اعتقال الصحفيين أو مقاضاتهم، والرقابة، وحَجْب المواقع، وإساءة استخدام قوانين التشهير الجنائية؛

وفَرْض قيود على حرية الإنترنت؛ والتدخل الشديد في حرية التجمع السلمي، وحرية تكوين الجمعيات، ويَدخل في ذلك القوانين التقييدية المفرطة بشأن التنظيم أو التمويل أو التشغيل لِلمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني؛ والقيود المفروضة على حرية التنقل، ومنها حظر السفر المفروض على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والنشطاء.

في نفس السياق، تؤكد السلطات المصرية احترام حرية الدين أو المعتقد لجميع المصريين. ولكنْ واقعيًّا، تتعدد أشكال الانتهاكات لهذا الحق، خصوصًا ضد المجموعات الدينية الأقل عددًا، مستندة إلى التمييز المقونَّن لمصلحة دين الأغلبية. وهو ما كان مثار نقد من مؤسسات دولية مهتمة برصد أوضاع الحريات الدينية ومراقبتها في العالم، وبالمثل من مؤسسات مصرية تعمل على تعزيز هذا الحق.

أطلقت اللجنة العليا الدائمة لحقوق الإنسان أول إستراتيجية وطنية لحقوق الإنسان في مصر خلال أيلول/سبتمبر 2021، وذلك تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي. تستهدف الإستراتيجية تلبية الاستحقاقات الدستورية، وأيضًا التزامات مصر الإقليمية والدولية بشأن حقوق الإنسان. تتبنى الإستراتيجية أربعة محاور كالآتي: الحقوق المدنية والسياسية، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وحقوق المرأة والطفل وذوي الهمم وكبار السن والشباب، وأخيرًا التثقيف وبناء القدرات في مجال حقوق الإنسان.

إلَّا أنَّ التقارير الدولية لا تزال تنتقد حالة حقوق الإنسان في مصر، حيث تشير إلى استهداف السلطات للمدافعين عن حقوق الإنسان والسياسيين المعارضين وغيرهم من النشطاء، عن طريق استدعائهم بصورة غير قانونية، واستجوابهم بالإكراه، وإخضاعهم لتدابير المراقبة خارج نطاق القضاء، ومنعهم من السفر. أيضًا تشير التقارير إلى فرض السلطات قيودًا واسعة على حرية التعبير والصحافة ووسائل الإعلام بشكلٍ عام، وفي ضمنها اعتقال الصحفيين أو مقاضاتهم، والرقابة، وحَجْب المواقع، وإساءة استخدام قوانين التشهير الجنائية؛

وفَرْض قيود على حرية الإنترنت؛ والتدخل الشديد في حرية التجمع السلمي، وحرية تكوين الجمعيات، ويَدخل في ذلك القوانين التقييدية المفرطة بشأن التنظيم أو التمويل أو التشغيل لِلمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني؛ والقيود المفروضة على حرية التنقل، ومنها حظر السفر المفروض على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والنشطاء.

في نفس السياق، تؤكد السلطات المصرية احترام حرية الدين أو المعتقد لجميع المصريين. ولكنْ واقعيًّا، تتعدد أشكال الانتهاكات لهذا الحق، خصوصًا ضد المجموعات الدينية الأقل عددًا، مستندة إلى التمييز المقونَّن لمصلحة دين الأغلبية. وهو ما كان مثار نقد من مؤسسات دولية مهتمة برصد أوضاع الحريات الدينية ومراقبتها في العالم، وبالمثل من مؤسسات مصرية تعمل على تعزيز هذا الحق.

الدستور

تضمَّن الدستور ثلاث مواد بشأن حرية العقيدة، والمساواة وعدم التمييز على أساس الدين والمعتقد، والتمييز الإيجابي للمسيحيين.

المادة 244

“تعمل الدولة على تمثيل الشباب والمسيحيين والأشخاص ذوي الإعاقة والمصريين المقيمين في الخارج تمثيلًا ملائمًا في مجلس النواب، وذلك على النحو الذى يحدده القانون”.

المادة 64

“حرية الاعتقاد مطلقة. وحرية ممارسة الشعائر الدينية وإقامة دور العبادة لأصحاب الأديان السماوية، حق ينظمه القانون”. ومِن ثَمَّ، حصَر الدستورُ الدياناتِ المعترَف بها في الإسلام والمسيحية واليهودية.

المادة 53

“المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين أو العقيدة أو الجنس أو الأصل أو العرق أو اللون أو اللغة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي أو الانتماء السياسي أو الجغرافي أو لأيِّ سبب آخر”.

الموقف من المواثيق الدولية لحقوق الإنسان

تُعامِل مصر الاتفاقات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان معاملةَ القوانين المحلية، حيث جاء في المادة 93 من الدستور: “تلتزم الدولة بالاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي تُصدِّق عليها مصر، وتصبح لها قوة القانون بعد نشرها وفقًا للأوضاع المقررة”.

صدَّقَت الحكومة المصرية العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في عام 1982، لكنها أرفقت بالتصديق إعلانًا يقضي بالتزامها نصوص العهد “مع الأخذ في الاعتبار أحكام الشريعة الإسلامية”.

وعادة ما تَستخدم الحكومة هذا الإعلان أثناء نظر دعاوى قضائية أمام المحاكم الإدارية، باعتبار أن السياسات التمييزية التي تتخذها ضد البهائيين أو أولئك الذين يتحولون من الإسلام إلى المسيحية، تستند إلى الحكم الراجح للشريعة الإسلامية، باعتبار هؤلاء الأشخاص من المرتدين. وتَعتبر المحاكم المصرية أن الشريعة الإسلامية تمثل ركنًا أساسيًّا للنظام العام، وأن الاعتراف بـ”الردة”، أو تسجيل أي ديانة بخلاف الديانات السماوية الثلاث “المعترف بها” في السجلات الرسمية، يُعَدُّ انتهاكًا لمبادئ النظام العام.

 تاريخ حرية الدين والمعتقد في البلد

ومع ما عُرف بالصحوة الإسلامية في السبعينيات، وانتشار فكر الإخوان المسلمين (وإن كانت قياداتهم في السجن أو في المنفى)، وتَزايُد أعداد العاملين المصريين في دول الخليج، وتأثيرهم لدى عودتهم في الثقافة المحلية من خلال نشرهم لأفكار سلفية؛ اتجهت مصر نحو مزيدٍ من المحافظة الدينية وتقييد الحريات العامة، وانتشار السياسات والممارسات التمييزية على المستوَيَين الرسمي والشعبي، وهو ما انعكس على حوادث العنف الطائفي والاستهداف الديني طوال العقود الآتية.

خلال السنوات الأخيرة، اهتمت الدولة بحرية المعتقد، وهو ما انعكس في تصريحات رئيس الجمهورية على ضمان حرية المعتقد للجميع، حتى لغير المنتمين إلى الأديان المعترف بها. ولكن، بقيت القوانين والسياسات التمييزية كما هي بدون تغيير.

يُعَدُّ قرار الخديوي سعيد في عام 1855 بإلغاء الجزية، ودخول المسيحيين الجيش أوَّل مرة، نقطةَ التحول الكبرى نحو ضمان حقوق المجموعات الدينية المختلفة في مصر، حيث سمحت هذه الإجراءات خلال العقود الآتية بنشاط ملحوظ للكنائس الأجنبية، مثل: الكاثوليكية والبروتستانتية وشهود يهوه، وبالمثل الطائفة البهائية التي نالت اعترافًا قانونيًّا مكَّنها من افتتاح دور العبادة الخاصة بها.

بدأ تقليصُ مساحة الحريات الدينية خلال الستينيات تدريجيًّا، حيث اتُّخذت قرارات بإلغاء الاعتراف بالمحافل البهائية، وحلِّ الجمعية الخاصة بشهود يهوه.

نظرة عامة إلى الانتهاكات
المتعلّقة بحرية الدين والمعتقد

اتَّخَذت الانتهاكات المتعلقة بحرية الدين والمعتقد أشكالًا مختلفة في مصر، بداية من عدم الاعتراف الرسمي أو التمييز القانوني الممنهج، ومرورًا بالملاحقات الأمنية والقضائية، وانتهاءً بالتوتر والعنف الديني. وإجمالًا، يمكن الإشارة إلى ملامح هذه الانتهاكات كالآتي:

انتهاكات صادرة من سلطة الدولة

صُبغت مواد الدستور والنظام القانوني بشكل عام بملامح تمييزية واضحة، قائمة على أن حقوق الأقليات الدينية وحرياتها مرهونة بما يَعترف ويَسمح به دين الأغلبية (الإسلام)، وهو ما يهدد بشكل مباشر الحق في المساواة وعدم التمييز. لم يعترف الدستور إلا بالديانات الإبراهيمية، والتي أسماها الدستور المصري الديانات السماوية (الإسلام والمسيحية واليهودية)، وهو ما يترتب عليه حرمان أتباع العقائد الأخرى غير المعترف بها (مثل البهائيين والأحمديين)، حقوقَهُم الدينية والمدنية. لا يملك أتباع هذه العقائد أية دور عبادة، ولا يستطيعون تسجيل معتقداتهم الحقيقية في الأوراق الرسمية، وغير معترَف بعقود الزواج والطلاق فيما بينهم، وتجري ملاحقتهم قضائيًّا بسبب معتقداتهم الدينية.

يُلزِم الدستورُ في المادة السابعة الأغلبيةَ المسلمة نفسها، اتِّباعَ مذهب واحد وتفسير حصري للإسلام، مِن قِبل المؤسسة الدينية الرسمية (الأزهر)، في حين تُجعَل المادة الثالثة الخاصة بالأحوال الشخصية للمسيحيين واليهود حصريًّا في يد المؤسسات الدينية، وهو ما يمنحها مزيدًا من السلطة على أتباعها دينيًّا.

تَسمح قوانين الدولة بالتحول من أي ديانة ومعتقد إلى الإسلام، حيث يحصل مَن يرغب في ذلك على شهادة إشهاد الإسلام، والتي يقدمها إلى وزارة الداخلية لتغيير خانة الديانة في الأوراق الرسمية. ولا تسمح مؤسسات الدولة بالتحول من الإسلام إلى أي ديانة أخرى. لذلك، لا يستطيع المصريون الذين يولدون على الإسلام ويتحولون فيما بعد إلى المسيحية، تسجيل ديانتهم الحقيقية في الأوراق الرسمية.

يتضمن قانون العقوبات المصري تجريم ما يُعرف بـ”ازدراء الأديان”، وهي مواد جاءت صياغتها فضفاضة وغير محددة، وتُستخدم على نطاق واسع لملاحقة نشطاء في المجموعات الدينية التي هي أقلُّ عددًا، مثل: المسيحيين، والشيعة، والملحدين، إضافة إلى قطاع من المسلمين الذين يحملون آراءً مختلفة عن تلك التي تدعمها الأنظمة السياسية الحاكمة، أو المؤسسات الدينية الرسمية.

انتهاكات صادرة من المؤسسات الدينية

تملك المؤسسات الدينية الرسمية كثيرًا من السلطات والصلاحيات، بخلاف مهامها الدعوية والتعليمية والخدمية، وذلك في بيان الرأي الشرعي أمام البرلمان والمحاكم والرقابة على الكتب، وهو ما انعكس على موقف المؤسسات الدينية الإسلامية المتشدد من المجموعات الدينية التي هي أقلُّ عددًا، سواءٌ في صورة تصريحات صادرة عن قيادات هذه المؤسسات، أو في صورة فتاوى صادرة عنها، أو في شكل مخاطبات رسمية إلى الجهات التي تطلب رأيها في قضايا محددة، والتي وسمت بعضها بالكفر، والعلاقة بالخارج، والعمل على تهديد السِّلْم الاجتماعي.

الانتهاكات المجتمعية

تشهد مصر من وقت إلى آخر أعمال توتر وعنف طائفي، خصوصًا بين المسلمين والمسيحيين. وتنوعت أنماط حوادث العنف خلال السنوات الأخيرة، بين عنف ناتج من بِناء دور العبادة وعنف بسبب الحساسيات الاجتماعية، كالروابط الزوجية بين مسيحيين ومسلمات. وتُعتبر الجلسات العرفية أحد أوجه الانتهاكات، حيث تُعَدُّ آلية بديلة للتقاضي الطبيعي في حالات التوتر والنزاعات الطائفية. وعادة ما تكون قراراتها لمصلحة أقوى الأطراف، وتَنتهك حقوقًا دستورية، مثل غلق كنيسة لعدم موافقة الأهالي المسلمين في المنطقة على وجودها، أو تهجير أُسَر بكمالها نتيجة قيام شخص ما بخطأ.

أيضًا تعرضت بعض المجموعات الدينية التي هي أقلُّ عددًا لبعض الاعتداءات، مثل: الشيعة والبهائيين والملحدين، وذلك بسبب انتماءاتهم الدينية، ورفض الجيران لوجودهم.

انتهاكات صادرة من مجموعات مسلحة

تعرضت عشرات الكنائس والمباني الدينية ومنازل أقباط للنهب والحرق خلال آب/أغسطس 2013، ذلك عقب فضِّ اعتصامَيْ رابعة والنهضة على يد أنصار جماعة الإخوان المسلمين. أيضًا شهدت مصر خلال السنوات التالية موجة من الاعتداءات الإرهابية الدامية، والتي راح ضحيتها مئات من المصريين. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) مسؤوليته عن بعضها، كذلك أعلنت جماعات إسلامية مسلحة أخرى، وبعض المواطنين من المؤمنين، دوافع وأفكارًا تدعم ارتكاب عدد من الأحداث الأخرى.

بلغَت أحداث الاستهداف على الهوية الدينية ذروتها عامي 2016 و2017، حيث استُهدِفت دُور عبادة مسيحية وزُوَّار دينيون، ورجال دين مسيحيون. كان مِن أبرز الحوادث تفجير الكنيسة البطرسية بالقاهرة، والكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، وكنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، وأقباط مدينة العريش. وطالت الاعتداءات مسجد الروضة الصوفي، بمدينة بئر العبد في محافظة شمال سيناء. وقد تراجعت هذه الحوادث خلال السنوات الأخيرة.

نظرة عامة إلى أفضل
الممارسات والمبادرات

١

أطلَقَت مصر في 11 أيلول/سبتمبر 2021 الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، مُضمِّنةً فيها جهودَ الحكومة، وعددًا من المبادرات التي أطلقتها الدولة والمؤسسات الدينية قبل سنوات، من أجل تعزيز حرية الدين أو المعتقد، من بينها إنشــاء المجلــس القومــي لمكافحــة الإرهاب والتطــرف في عام 2017، وإنشــاء اللجنــة العليــا لمواجهــة الأحداث الطائفيــة في عام 2018، لتعزيــز التســامح الدينــي والتعامــل مــع الحــوادث الطائفيــة، وتنفيــذ الأنشطة التنمويــة، فــي المناطــق التــي توجــد فيهــا بــؤر للتوتــر الطائفــي.

٢

ومِن ضمن المبادرات الرسمية تنفيـذُ الحكومـة خطـة بقيمـة 70 مليـون دولار، مـن أجـل ترميـم بعـض الآثار المصريـة، ومـن بينهـا المعابـد اليهوديـة فـي القاهـرة والإسكندرية، وذلـك إلـى جانـب ترميـم المقابـر اليهوديـة القديمـة. أيضًا قامت الحكومـة بترميـم بعـض الآثار الدينيـة الواقعـة فـي مسـار رحلـة العائلـة المقدسـة بمصـر.

٣

أمَّا بشأن دَور المبادرات التي نفذتها المؤسسات الدينية، فيقوم الأزهر الشــريف -بالتنسيق مع الكنائــس المصريــة– بالعمل معًا تحت مظلة بيت العائلــة المصريــة، لتأكيــد قيــم المواطنــة والتســامح والحــوار، وتدريــب الوعــاظ والقساوســة علــى الخطــاب الدينــي الوســطي.

٤

أيضًا أصدر الأزهر عــدة مطبوعــات -مع ترجمتها– للتعريــف بحقــوق الإنسان، ومبــادئ المواطنــة والتعايــش الســلمي، ومحاربــة التشــدد والتطــرف. وأطلق مبـادرة “الأزهر يجمعنـا” فـي مراكـز الشـباب؛ لنشـر قيـم التسـامح وقبـول الآخر.

٥

وخصصت وزارة الأوقاف عـددًا مـن خطـب الجمعـة، لنشـر قيـم التسـامح ونبـذ العنـف والكراهيـة، وعقدت عــدة نــدوات حــول مفهــوم المواطنــة، بالتعــاون مــع الهيئــة الوطنيــة للإعــلام، إلى جانب قيـام المجلـس الأعلى للشـؤون الإسلامية التابـع لـوزارة الأوقاف بإنشـاء منتـدى السـماحة والوسـطية، مـن أجـل نشـر ثقافـة الحـوار، وترسـيخ التسـامح، ونبـذ آفـات التعصـب والإرهاب والكراهيـة الدينيـة.

٦

في نفس السياق، أطلقت الكنائــس المصريــة مبــادرات وأنشــطة متنوعــة، هدفــت إلــى نشــر الفكــر المســتنير، وتأكيــد القيــم الإنسانية المشــتركة التــي تدعــو إليهــا جميــع الأديان، إضافــة إلــى ترســيخ مشــاعر الولاء والانتماء، واحتــرام التعدديــة وقبــول الآخر، ونبــذ التعصــب، ومكافحــة خطــاب الكراهيــة.

٧

على مستوى المجتمع المدني، هناك عدد من المنظمات التي تعمل على تعزيز حرية الدين والمعتقد لجميع المصريين. ومن أبرز هذه المنظمات: المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، وهيئة الإغاثة الكاثوليكية، ومنتدى حوار الثقافات التابع للهيئة القبطية الإنجيلية. وتتنوع آليات العمل لهذه المنظمات فيما بين رصدٍ وتوثيق لحالة حرية الدين والمعتقد، وإعدادٍ لبرامج بناء السلام والحوار مع الآخر، وتحليل دور الدين في المجال العام.

الخاتمة

شهد ملف الحريات الدينية في مصر تحسنًا ملموسًا، خصوصًا فيما يتعلق بإنشاء بعض الآليات المؤسسية للتعامل مع التوترات الطائفية، وباهتمام الدولة بترميم الآثار الإسلامية والمسيحية واليهودية، وبإعلان احترام حرية المعتقد، وغيرها من الأنشطة الرامية لتعزيز ثقافة التعايش وقبول الآخر.
مع ذلك، هذه الأنشطة لا تعالج الأسباب الهيكلية للتمييز الديني في مصر، ولا تتعامل مع أوجه القصور الدستوري والقانوني الضامن للحريات الدينية وحرية المعتقد، وهو ما يجعل الأمر وكأنه إجراءات لتحسين العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وليس ضمانات حقيقية لتعزيز حرية المعتقد وفقًا للمفاهيم المنصوص عليها في المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.